recent
أخبار ساخنة

لماذا قتلت ابل مستشعر بصمات الأصابع

كيف قتلت ابل مستشعر بصمات الأصابع ولماذا؟

لماذا قتلت ابل مستشعر بصمات الأصابع
لماذا قتلت ابل مستشعر بصمات الأصابع

لماذا قتلت ابل مستشعر بصمات الأصابع. في ظل تطورات العصر الرقمي المزدهر والمتسارع الذي نعيشه، كان من المفترض أن تُشكل مستشعرات بصمات الأصابع قفزة نوعية في عالم تكنولوجيا الهواتف الذكية. ما أعنيه هو أن هذه المستشعرات كانت سبباً في توفير عامل الراحة للمستخدم. فكل ما عليك فعله هو وضع إصبعك على الشاشة التي تعمل باللمس – كما تفعل دائماً في استخدامك الطبيعي – وعلى الفور سيتم إلغاء تأمين قفل الهاتف. كان هذا بمثابة حلم يتحقق على أرض الواقع. ولكن للأسف لم يكن الواقع الحياتي واعداً كما تصورناه في مخيلتنا، واتضح أن البدائل الأخرى في عملية إلغاء قفل الهاتف كانت ولا تزال هي السبيل الأفضل والأكثر أماناً ومرونة مقارنة بتكنولوجيا مستشعرات بصمات الأصابع.

لماذا قتلت ابل مستشعر بصمات الأصابع


دعونا نعود بالزمن قليلاً إلى الوراء لنرى بالضبط كيف سارت الأمور مع كبريات شركات التقنية عندما اتخذت قرارها باستخدام هذه التقنية في هواتفها الذكية. ظهرت مستشعرات بصمات الأصابع لأول مرة على الهواتف الذكية في عام 2010. وأطلقت شركة ابل هاتف ايفون فايف إس – iPhone 5S في عام 2013 وهو أول هاتف للشركة يحتوي على مستشعر لبصمات الأصابع. بعد ذلك، اتبع عملاق التكنولوجيا الكوري، سامسونج، نفس النهج، وقررت الشركة طرح هاتف جالكسي نوت 4 بماسح ضوئي لبصمات الأصابع بعد عام واحد من إطلاق ابل. للمزيد من المقالات الهامة إليكم أخطاء جسيمة يرتكبها مستخدمو الايفون الجدد كل يوم – تجنبها.


آنذاك، كانت الشركات تستخدم مستشعرات بصمات الأصابع السعوية والتي نُلقبها باسم Optical Fingerprints وفيها يتم تغطية المستشعر بأقطاب كهربائية فيما بينها فجوات صغيرة للغاية من أجل مسح بصمات الأصابع، ويتم تغيير هذه المسافة تلقائياً بناءً على المسافات الموجودة بين النتوءات والفجوات الصغيرة على حافة عقلة الإصبع.

بعد ذلك بعامين تقريباً، بدأت جميع الشركات المُصنعة للهواتف الذكية حذو نفس النهج وإطلاق العديد من الهواتف بتقنية مستشعرات بصمات الأصابع. ولكن في عام 2017 قررت ابل حذو اتجاه مخالف وتمكنت من تطوير تقنية مُعرف الوجه المعروفة باسم Face ID. ربما كانت هذه إحدى أسباب ستجعلك تُفضل منتجات شركة ابل رغم غلاء أسعارها على الأقل بالنسبة لبعض المستخدمين. من ناحية أخرى، استطاعت شركة فيفو تقديم أول ماسح ضوئي لبصمات الأصابع مدمج في الشاشة.

في وقتنا هذا، تخلصت ابل تماماً من مستشعرات بصمات الأصابع، ويبدو أنها اتخذت قرارها بعدم العودة إليها مرة ثانية. الاستثناء الوحيد حتى الآن هو هاتف iPhone SE والذي نتوقع أن تتوقف ابل عن تصنيعه بداية من العام الجاري. ولكن من ناحية أخرى، لا تزال الشركات المُصنعة لهواتف الأندرويد – بالتعاون مع شركات شرائح المعالجة أمثال كوالكم – تتفنن في تحسين تكنولوجيا المسح الضوئي عن طريق بصمات الأصابع. ولكن لن تجد مستشعرات البصمة المدمجة أسفل الشاشة إلا على هواتف الفئة الرائدة فقط، والتي تعتبر نقطة بيع أساسية لصالح هذه الفئة.

كيف ظهرت مستشعرات بصمات الأصابع؟


لماذا قتلت ابل مستشعر بصمات الأصابع
كيف ظهرت مستشعرات بصمات الأصابع

أول هاتف ذكي تم إطلاقه بماسح ضوئي لبصمات الأصابع مدمج في الشاشة كان هاتف فيفو إكس 20 بلس – Vivo X20 Plus في عام 2018. حينها استخدمت فيفو ماسح ضوئي من النوع البصري Optical وباستخدام هذا النوع من المستشعرات يتم تسليط الضوء على الإصبع والتقاط صورة له باستخدام كاميرا صغيرة مدمجة في المستشعر.

لنكن صادقين مع أنفسنا. من منا لم يكن مفتوناً بهذه التقنية المذهلة. في ذلك الوقت، كانت مستشعرات بصمات الأصابع متواجدة في مقدمة الهاتف نعم، ولكنها كان يتم تدشينها في الحافة السفلية. ولكن مستشعرات بصمات الأصابع أسفل الشاشة تعني أنها لن تشغل أي مساحة من الحافة السفلية مما يسمح لشركات التصنيع القدرة على تطوير هواتف تمتاز بشاشة من الحافة إلى الحافة. حينها كانت تقنية مذهلة ومُريحة – على الأقل نظرياً – فكم من الرائع أن تضع إصبعك على الشاشة وعلى الفور يتم إلغاء قفل الهاتف، دون أن تكون مُضطر على التلاعب في مكان محدد على الحافة السفلية أو تمديد إصبعك خلف الهاتف. كل ما هو مطلوب منك هو لمس الشاشة فقط. بعض المقالات الأخرى التي قد تهمك ما هو الفرق بين جهاز ماك بوك آير وماك بوك برو وأيهما أفضل لاستخداماتك؟

ومع ذلك، عملياً، كان الأمر مختلف تماماً على أرض الواقع، ولم تعمل مستشعرات بصمات الأصابع المدمجة في الشاشة بنفس الطريقة التي تخيلناها جميعاً. اكتشفنا أنه من الضروري وضع الإصبع بداخل مساحة محدودة جداً ومعينة على الشاشة، وما يزيد من الطين بلة أن هذه النوعية من الماسحات الضوئية كانت أبطأ كثيراً في استجابتها مقارنة بالمستشعرات السعوية.

على الرغم من هذه المساوئ، كانت ولا تزال فكرة تواجد ماسح ضوئي لبصمات الأصابع مدمج في الشاشة فكرة ثورية. فمن الطبيعي أن تواجه أي تكنولوجيا حديثة بعض التحديات والعقبات التي يتم التغلب عليها بمرور الوقت. جميعنا تخيلنا أنه في المستقبل القريب لن نكون مُضطرين على وضع أصابعنا بداخل مساحة محددة والانتظار عدة لحظات من أجل إلغاء قفل الهاتف.

لم يأتي المستقبل بما كان مرجواً


تقنية المسح الضوئي لبصمات الأصابع لم تكن واعدة
تقنية المسح الضوئي لبصمات الأصابع لم تكن واعدة

دعونا ننتقل سريعاً إلى المستقبل. أعني بالمستقبل "اليوم" عام 2023 حيث لا تزال جميع هواتف الأندرويد الرائدة تتمتع بتكنولوجيا المسح الضوئي لبصمات الأصابع المدمج في الشاشة. سامسونج على سبيل المثال تستخدم هذه التقنية منذ عام 2018 على سلسلة هواتفها الرائدة. ولكن جوجل لم تعتمد هذه التقنية إلا ابتداءً من سلسلة Pixel 6 التي تم الكشف عنها في عام 2021.


على مدار نصف العقد الماضي، تطورت التكنولوجيا بشكل كبير، وتحسنت تقنية المسح الضوئي لبصمات الأصابع على الهواتف الذكية. وتم استبدال الماسح الضوئي المدمج في الشاشة بالماسحات الضوئية التي تعمل بالموجات الفوق صوتية Ultra Sonic باعتبارها الأكثر أماناً والأفضل في سرعة الاستجابة. هذه النوعية من المستشعرات تستخدم نبضات فوق صوتية لرسم خريطة فريدة من بصمة الإصبع. ولكن للأسف الشديد، على الرغم من التطور والتحسينات التي طالت هذه التقنية، إلا إنها لم تكن كثيرة بما يكفي. اتضح أن الأمر لم يتغير كثيراً مقارنة بما كان عليه في عام 2018 عندما رأينا لأول مرة ماسح ضوئي لبصمات الأصابع أسفل الشاشة.

إذا لم تكن مقتنع بكلامي هذا فيجب أن تنظر إلى سلسلة جالكسي S22 وهي أحدث سلسلة من الهواتف الذكية الرائدة لشركة سامسونج والتي تعتمد على مستشعرات بصمات الأصابع بالموجات الفوق صوتية. على الرغم من تفاوت الآراء حولها ولكن بالنسبة لي شخصياً، فما زلت أجدها غير جديرة بالثقة وغير قابلة للاستخدام بشكل مريح كما كنت أتخيلها في عقلي.

بالنسبة لي وبالنسبة لكثيرين ممن هم مثلي، مازلنا مُضطرين على وضع الإصبع بداخل مساحة معينة على الشاشة والتي قد تستغرق منا ثلاث إلى أربع محاولات متكررة قبل أن نتمكن في النهاية من إلغاء قفل الهاتف. الأمر يصبح أكثر إحباطاً في حالات أخرى لدرجة أنني بدأت أفضل شخصياً تفعيل تقنية التعرف على الوجه والتي وللأسف الشديد لا تزال متأخرة بمراحل بعيدة خلف تقنية Face ID من ابل.

لماذا قتلت ابل مستشعر بصمات الأصابع؟


لماذا قتلت ابل مستشعر بصمات الأصابع
تقنية مُعرف الوجه من ابل هي المستقبل

أما بالنسبة لشركة ابل، فمن الواضح أنها تضع ثقتها العمياء في تكنولوجيا face ID وتعتقد أنها المستقبل. والبرهان الحي على ذلك هو مدى نجاح التقنية من خلال تجارب المستخدمين. على الرغم من أن تكنولوجيا المسح الضوئي لبصمات الأصابع أسفل الشاشة لا تزال واعدة وثورية، ولكن طريقة عملها على أرض الواقع كانت بعيدة تماماً عما كنا نأمله ونرجوه.

الآن بعد مرور ما يقرب من 5 سنوات تقريباً على ظهور أول هاتف ذكي بمستشعر لبصمات الأصابع مدمج في الشاشة، ولكن لماذا لا تزال مستشعرات بصمات الأصابع السعوية على الهواتف الرخيصة تتفوق على المستشعرات المدمجة في الشاشة؟ في وجهة نظري المتواضعة، أعتقد أنه على مُصنعي الأندرويد التفكير في منافسة تقنية Face ID بدلاً من التركيز على تحسين تقنية محددة يصعب العمل عليها ولم تكن ناجحة بالشكل المرجو.

من ناحية أخرى، تقنية Face ID مذهلة وتعمل مثل السحر وسريعة وموثوقة وسلسة للغاية. نعم، هي ليست مثالية أيضاً، خاصة عند ارتداء الكمامة (القناع) ولكن الميزة الأساسية التي تتمتع بها تقنية Face ID تتمثل في كونها ميزة آمنة تماماً. فعلى نظام iOS يُمكن للمستخدمين إجراء عمليات شراء بداخل متجر الآب ستور عن طريق مُعرف الوجه وهي الميزة التي تفتقر إليها ميزات التعرف على الوجه على هواتف الأندرويد. فحتى وإن قمت بتفعيل خاصية التعرف على الوجه على هاتفك الأندرويد فسوف تضطر على استخدام طرق أمان إضافية من أجل إتمام عمليات الشراء.

الخاتمة


الحلم الذي تخيلناه بالحصول على مستشعرات لبصمات الأصابع مدمجة في الشاشة كان رائعاً، ولكن لماذا قتلت ابل مستشعر بصمات الأصابع تماماً تتساءل؟ الإجابة هي لأن الحلم لم يتحقق كما كان مرجواً، ويبدو أنه لن يتحقق على الإطلاق. ربما هذا هو الوقت المناسب لشركات الأندرويد أن تُفكر في الانتقال إلى بديل أكثر أماناً وأكثر موثوقية ومرونة.

*************
google-playkhamsatmostaqltradent