recent
أخبار ساخنة

هل هي فكرة سيئة اقتناء هاتف iPhone في الوقت الحالي

إبراهيم التركي
الصفحة الرئيسية

هل هي فكرة سيئة اقتناء هاتف iPhone جديد في الوقت الحالي

هل-هي-فكرة-سيئة-اقتناء-هاتف-iPhone-جديد-في-الوقت-الحالي
هل هي فكرة سيئة اقتناء هاتف iPhone جديد في الوقت الحالي

قد يشاطرك خاطرك بأنه على ما يبدو أن هذا وقت مناسب للتفكير في شراء هاتف ايفون جديد. فنحن على أعتاب ثورة تكنولوجية ساحقة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي من ابل، والتي ستحدث طفرة جديدة وفريدة من نوعها في تجربة المستخدم على الايفون. ولكن، هل حقًا هذا التغيير الزلزالي في نظام التشغيل يستدعي الهرولة نحو هاتف ايفون جديد؟ ربما لا – على الأقل في الوقت الحالي. من الناحية الأولى، يحاول تجار البيع بالتجزئة تقديم عروض مذهلة وتخفيضات هائلة على هواتف الايفون الحديثة والمتطورة، بما في ذلك هواتف ايفون 14 برو وهواتف ايفون 15 برو، وذلك من أجل إغراء العديد من الأشخاص المحبين لشعار التفاحة المقضومة ودفعهم نحو اقتناء هاتف ايفون جديد.

اقتناء هاتف iPhone


ومن الناحية الأخرى، جميع التسريبات التي حصلنا عليها حتى الآن تشير إلى أن هواتف ايفون 16، التي من المُقرر الإعلان عنها خريف هذا العام، لن تقدم العديد من الترقيات الملحوظة أو الإصلاحات الشاملة على صعيد الأجهزة مقارنةً بسابقتها، بينما ستفي هواتف ايفون 17 من بعدها بجميع وعود الأداء التي يستحقها مستخدمي نظام iOS. العروض التي تقدمها متاجر البيع من ناحية، والتسريبات المُخيبة للآمال لهواتف ايفون 16 من ناحية أخرى، قد تكون جميعها عوامل رئيسية تجعل ذهنك يدور في حلقة مفرغة من التفكير والتردد بشأن ما كان هذا الوقت المناسب لأجل شراء هاتف ايفون جديد على وجه السرعة والاستفادة بالحسومات والخصومات التي تقدمها مواقع البيع طالما لن تجلب هواتف ايفون 16 ترقيات ملموسة.


دعني أخالفك الرأي وأقدم لك نصيحة سوف تشكرني عليها لاحقًا: رجاءً، لا تحاول شراء هاتف ايفون جديد في الوقت الراهن، مهما بلغت بك أسباب الاحتياج، ومهما صادفت من عروض وصفقات مُغرية على هواتف ايفون الجديدة في أي مكان. فلم يعد يفصلنا عن مؤتمر WWDC 24 سوى أيام قليلة جدًا. هذا المؤتمر سيساعدنا في اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن ما كان من باب الأولوية شراء هاتف ايفون جديد أم لا يزال من الممكن الاكتفاء بهواتفنا الحالية.

■ يتعطش الذكاء الاصطناعي لقدر كبير من الموارد


ميزات الذكاء الاصطناعي من ابل
ميزات الذكاء الاصطناعي من ابل

سيقدم نظام iOS 18 العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي للعب بها، والتي من المتوقع أن تتطلب المزيد من الطاقة والموارد. وإذا عدنا بالزمن قليلاً إلى الوراء، فسوف تتذكر أنه مع كل مؤتمر WWDC جديد لشركة ابل، يتم الإعلان عن مجموعة حصرية من الميزات التي ستعمل على هواتف الجيل الجديد من ايفون التي سيتم الإعلان عنها في الخريف التالي.

اسمح لي أن أقدم لك مثال بسيط: أثناء الإعلان عن نظام iOS 16، صرّحت الشركة ببعض الميزات التي لن تعمل إلا على هواتف ايفون التي تحتوي على معالج A12-Bionic أو الأحدث منه. هذه الميزات تضمنت قدرة Siri على المعالجة محليًا بشكل أفضل، وتحديد النص داخل الصورة، وإزالة أو رفع العناصر الكائنات داخل الصور.

حتمًا ولابد أن يحدث شيء مماثل مع نظام iOS 18 خاصة وأن هذا النظام سيحتوي على الكثير من أدوات الذكاء الاصطناعي المتعطشة للموارد، والتي لن تعمل بشكل لائق إلا على شرائح ابل التي تحتوي على محركات عصبية متعددة النوى وفائقة القوى، ميزة لا تتمتع بها هواتف ايفون القديمة، بما في ذلك طرازات “Pro” الاحترافية.

على مدار السنوات القابلة الماضية، كانت رقائق المحركات العصبية “Neural Engines” تحصل على نصيبها من التحسينات. ولكنها في الواقع، لم تحصل على القدر الكافِ منها إلا مع هواتف ايفون 15 برو. فلقد ازدادت أعداد النوى داخل وحدة المعالجة لكي تكون مؤهلة للتعامل مع المهام المتعطشة للموارد بشكل أفضل. وبما أن التكنولوجيا لا تتوقف عند حد معين، فمن المؤكد أن رقائق A17 و A17 Pro التالية ستقدم دفعة هائلة في قدرات المحرك العصبي من أجل تحسين معالجة الذكاء الاصطناعي محليًا على الهاتف.

بالتأكيد نظام iOS 18 سيشتمل على عدد كبير من التغييرات المرئية والبصرية لواجهة المستخدم والإعدادات، وسيقدم العديد من الميزات الجديدة، ولكن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي ستكون جزءًا كبيرًا من تلك التغييرات. من حسن الحظ، أن عملاق التكنولوجيا الأمريكي "ابل" يقدم دعمه طويل المدى لهواتف الايفون لمدة خمسة سنوات.

فإذا كنت تمتلك أي هاتف ايفون تم إطلاقه خلال الخمس سنوات الماضية، فإن فرصتك في الحصول على ميزات iOS 18 الجديدة قوية جدًا. ولكن عندما نخصص حديثنا عن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، فإن الأمر مختلف تمامًا، إذ من المُسلم به أن تتعطش أدوات AI المُعقدة إلى الكثير من موارد المعالجة والأجهزة المتطورة، شيء لن يكون في مقدرة هواتف الايفون القديمة التعامل معه.

أهمية انتظار هواتف ايفون 16

وبما أن هذه الهواتف "القديمة" لن تكون مؤهلة للتعامل مع تلك الميزات، فسوف تقوم ابل بتقليصها واستهداف الطرازات المتطورة من هواتفها فقط بها. وهذا ما يجعل الاستثمار في هاتف ايفون جديد بالوقت الحالي صفقة غير مُربحة تمامًا.

في الواقع، هناك العديد من التلميحات التي تؤكد على أن هناك بعض الميزات الجديدة التي لن تعمل سوى مع هواتف ايفون 16 فقط بفضل احتوائها على محركات عصبية جديدة ومُحسنة من أجل مهام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. لك أن تتخيل إذا ما كانت هذه المعلومات صحيحة، فحتى هواتف ايفون 15 الحالية لن تتمتع أو لن تستطيع التكيف مع بعض الميزات المتطورة، فما بالك إذا كنا نتحدث عن شراء هاتف ايفون جديد مر عليه أكثر من عامان في السوق.


بهذا الشكل، لدينا دافع قوي ومنطقي للتوصية بعدم شراء هاتف ايفون جديد في الوقت الحالي، على الأقل إلى أن نتعرف بشكل مُفصل على ميزات الذكاء الاصطناعي ومتطلباتها من الأجهزة وكيف أو ما إذا كانت مدعومة من هواتف الايفون القديمة بالمقام الأول.

بعد الذكاء الاصطناعي بمثابة كابوس مُفزع للأجهزة وعتاد الهاردوير. فعلى الرغم من أن شركة ابل قامت بالكشف عن أول محرك عصبي يتعامل مع الذكاء الاصطناعي في عام 2017 بالتزامن مع وصول هواتف iPhone X، إلا أن هذا الإصدار من المحرك العصبي لم يكن قادرًا سوى على معالجة 600 مليار عملية فقط في الثانية. قد يبدو الرقم كبيرًا نعم، ولكنه رقم لا يًذكر على الإطلاق مقارنةً بما تحتاجه عمليات الذكاء الاصطناعي.

نجحت ابل في تحسين المحرك العصبي بشكل كبير من خلال الإصدارات التالية من شرائح Apple A12-Bionic و A14-Bionic و A15-Bionic، إلى أن وصلت قدرة المحرك العصبي على معالج A17 Pro بما يعادل 35 ترليون عملية معالجة في الثانية الواحدة. على الرغم من أن الرقم تضاعف بشكل كبير منذ عام 2017، ولكن كما أشرنا للتو، الذكاء الاصطناعي متعطش دائمًا للمزيد. ولك أن تتخيل أن معالج A16-Bionic المتواجد حاليًا بداخل أمعاء هواتف ايفون 15 الأساسية، يحتوي على محرك عصبي لا يتمتع سوى بنصف الطاقة التي يقدمها المحرك العصبي على معالج A17 Pro.

■ لماذا نوصي بعدم شراء iPhone في الوقت الحالي


 
إذا كنت تعتقد أن المعالج وحده هو نقطة الضعف الوحيدة بهواتف ايفون القديمة، فأنت ما زلت لا تعرف القصة كلها. فمن المعروف عن نماذج الذكاء الاصطناعي احتياجها الشديد للذاكرة العشوائية (الرامات)، ولسوء الحظ، جميع هواتف الايفون الحالية لا تحتوي حقًا على مقدار كبير منها.

نعم، نظام iOS لم يكن في حاجة إلى مقدار كبير من الذاكرة العشوائية، ولكن الأوضاع تغيرت الآن بشكل كبير مع قدوم الذكاء الاصطناعي إلى أجهزة الايفون. تخيل أن سلسلة هواتف ايفون 13 الأساسية لا تحتوي إلا على ذاكرة عشوائية بسعة 4 جيجابايت فقط، بينما تحتوي الطرز الرائدة من السلسلة على ذاكرة عشوائية بسعة 6 جيجابايت. إنها فقط طرازات ايفون 15 برو التي تحتوي على ذاكرة عشوائية بسعة 8 جيجابايت، وربما يكون حظها أوفر للتعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي المتطورة بشكل لائق.

لذلك، اعتمادًا على مقدر عدد السنوات التي تقضيها بدون التفكير في شراء هاتف ايفون جديد، فقد يكون التفكير في شراء هاتف ايفون جديد في الوقت الحالي قرار غير حكيم غالبًا. فإذا كنت تخطط لامتلاك هاتف ايفون جديد يدوم معك لعدة سنوات من الآن، فيجب أن يتمتع هذا الهاتف بفرصة الحصول على معظم ميزات AI القادمة في المستقبل القريب. ولكن إذا أصررت على قرارك بشراء هاتف ايفون قديم، فتأكد أنها قد تكون هذه هي المرة الوحيدة التي لن يحالفك الحظ فيها وتحصل على الميزات الرائعة التي ننتظرها هذا الخريف.

في الختام، تلخيصًا لكل شيء، فنحن من واجبنا أن ننصح متابعينا بعدم التفكير في شراء هاتف ايفون جديد في الوقت الحالي، والتحلي بالصبر إلى أن ينتهي مؤتمر WWDC 24 الذي من المتوقع عقده يوم 10 يونيو القادم وسيستمر لمدة 4 أيام متواصلة. حينها فقط، ستتمكن من اتخاذ قرارك النهائي.

************************
google-playkhamsatmostaqltradent