recent
أخبار ساخنة

هل تُجبر جوجل على بيع متصفح كروم؟

هل تُجبر جوجل على بيع متصفح كروم؟

هل تُجبر جوجل على بيع متصفح كروم؟

يُعدّ متصفح "كروم" الأوسع استخدامًا في العالم، وأحد أبرز أدوات غوغل في تعزيز هيمنتها الرقمية. غير أنّ قضايا الاحتكار التي تواجهها الشركة في الولايات المتحدة قد تفتح الباب أمام سيناريو صادم: إجبار غوغل على بيع متصفحها الرئيسي، وسط عروض مليارية من شركات ناشئة وكبرى في مجال التكنولوجيا.

معركة غوغل مع قوانين مكافحة الاحتكار

تخوض شركة جوجل واحدة من أكبر معاركها القانونية في تاريخها مع السلطات الأميركية، بعد أن وُجهت إليها اتهامات صريحة بانتهاك قوانين مكافحة الاحتكار من خلال احتكارها لسوق البحث على الإنترنت والإعلانات الرقمية. فقد رأت المحكمة الأميركية العام الماضي أنّ غوغل استغلت هيمنتها لتقييد المنافسة ومنع ظهور لاعبين جدد في هذا القطاع الحيوي، وهو ما أثار جدلاً واسعًا حول مدى عدالة ممارساتها التجارية.

وفي أبريل الماضي صدر حكم ثانٍ يعزز هذه الاتهامات، مؤكّدًا أن الشركة لم تحتكر فقط البحث، بل سيطرت أيضًا على الإعلانات الرقمية، وهو ما منحها قوة هائلة في رسم ملامح الإنترنت المفتوح. وبناءً على هذه التطورات، طالبت وزارة العدل الأميركية القاضي بإلزام جوجل بالتخلي عن متصفحها الأشهر "كروم" كحل جذري لإعادة التوازن إلى السوق.

وتكمن خطورة هذه القضية في أنها قد تُحدث تحوّلًا تاريخيًا في مكانة غوغل داخل قطاع التكنولوجيا، إذ يُعتبر "كروم" الأداة الأكثر تأثيرًا في ربط المستخدمين بخدماتها المختلفة. وفي حال صدور حكم قضائي بإجبارها على البيع، فإن ذلك لن يكون مجرد إجراء قانوني، بل نقطة فاصلة قد تفتح الباب أمام إعادة تشكيل مشهد المنافسة الرقمية عالميًا.

قد يهمك أن تقرأ: كيفية تقليل استهلاك متصفح جوجل كروم للرامات

أهمية كروم بالنسبة لجوجل

يمثل "كروم" أداة أساسية لربط المستخدمين بخدمات غوغل المختلفة، ويوفر رؤى عميقة حول سلوكهم على الإنترنت. ويُعتبر المتصفح المجاني الأكثر شعبية عالميًا. أي قرار ببيعه سيشكل ضربة موجعة للشركة الأم "ألفابت"، حيث توقّع محللون أن تتراجع أسهمها بنسبة تصل إلى 25%.

يُعدّ متصفح "كروم" ركيزة أساسية في منظومة أعمال غوغل، فهو ليس مجرد أداة لتصفح الإنترنت، بل قناة رئيسية لربط المستخدمين بخدمات الشركة المختلفة مثل البحث، يوتيوب، جيميل، وخرائط غوغل. ومن خلاله تجمع غوغل بيانات هائلة عن سلوك المستخدمين وعاداتهم الرقمية، مما يمنحها ميزة تنافسية ضخمة في مجال الإعلانات المستهدفة، وهو المجال الذي يشكل مصدر الدخل الأكبر للشركة.

ويُعتبر "كروم" المتصفح الأكثر شعبية عالميًا بحصة سوقية تتجاوز نصف مستخدمي الإنترنت تقريبًا، ما يجعله أداة توزيع قوية تضمن استمرار هيمنة غوغل على سوق البحث والإعلانات الرقمية. لذلك فإن أي محاولة لإجبار الشركة على التخلي عنه ستشكل تهديدًا مباشرًا لعمودها الفقري الاقتصادي والتقني، وقد تفقد معه جزءًا كبيرًا من قدرتها على التحكم في تجربة المستخدم على الويب.
هل تُجبر جوجل على بيع متصفح كروم؟

العروض المطروحة للاستحواذ على كروم

بعد طرح فكرة بيع متصفح جوجل لمنافسين آخرين بسبب سياسة الاحتكار التي كانت جوجل تطبقها على متصفحها بناء على القضاء الأمريكي، فهناك عروض كبيرة وقوية انهالت لشراء المتصفح، والتي من بينها:
  • قدّمت "Search.com" عرضًا بقيمة 35 مليار دولار لشراء كروم، بدعم من "جي بي مورغان" وشركات استثمارية أخرى، مؤكدة التزامها بتقديم خدمات بحث مجانية ومعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
  • أبدى سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI صاحب مُحرك البحث "شات جي بي تي"، اهتمامه بدراسة الاستحواذ على كروم في حال طرحته غوغل للبيع، معتبرًا الخطوة فرصة استراتيجية لتعزيز حضور الشركة.
  • شركة Perplexity (بيربلكسيتي) الناشئة في مجال البحث بالذكاء الاصطناعي قدّمت عرضًا بقيمة 34.5 مليار دولار. وتعهدت بدعم مشروع "Chromium" المفتوح المصدر مع الحفاظ على غوغل كمحرك بحث افتراضي.
  • كما قدمت ياهو عرض لشراء كروم، بالشراكة مع شركة أبولو المالكة لها، واصفة المتصفح بأنه "أهم لاعب استراتيجي على الويب".
حتى الآن، لم يُحسم مصير "كروم". لكن المؤكد أن أي قرار بإجبار غوغل على بيعه سيعيد رسم خريطة المنافسة في عالم متصفحات الإنترنت، ويفتح الباب أمام عصر جديد من التنافس في مجال البحث والإعلانات الرقمية.

**********************
google-playkhamsatmostaqltradent