متى يجب تغيير الوسادات الحرارية داخل كارت الشاشة؟
![]() |
متى يجب تغيير الوسادات الحرارية داخل كارت الشاشة؟ |
توّلد جميع مكونات الحاسوب الحرارة أثناء تشغيلها، لذا، فهي تحتاج إلى مجموعة من العناصر المسؤولة عن تبديد حرارتها لضمان عملها بشكل صحيح، وهذا موجود في المعالجات، ذواكر الوصول العشوائي (الرامات)، وحدات التخزين الصلبة SSD، ومزودات الطاقة، والبطاقات الرسومية أيضًا. لكن هذه الأخيرة تحديدًا مزوّدة بنظام تبريد متطور ومُعقّد للغاية، ومن الضرورة صيانته بانتظام، خاصةً إذا كانت تخضع لفترات زمنية طويلة من الاستخدام كل يوم. في هذا الدليل، سنخبركم متى يحين وقت تغيير الوسادات الحرارية داخل كارت الشاشة.
تغيير الوسادات الحرارية داخل كارت الشاشة
التبريد هو أحد العناصر الرئيسية في تكوين الحاسوب، سواء كنا نتحدث عن أجهزة الكمبيوتر المكتبية أو المحمولة. ولكي تعمل أجهزة الكمبيوتر بأقصى طاقتها وتوفر أفضل مستويات الأداء المتاحة لها وفقًا لمواصفاتها التقنية، فهي تحتاج إلى تبديد حرارتها المرتفعة لتفادي ظاهرة تقنية تُعرف باسم الاختناق الحراري أو “Thermal Throttling”، والتي تنتج عن الارتفاع المُفرط في حرارة المكونات نتيجة سوء التبريد والتهوية.
قد يهمك: كيف تكتشف كروت التعدين الاستيراد بأكثر من طريقة؟
فإذا تحدثنا عن البطاقات الرسومية على وجه التحديد، فعندما يحدث تجاوز في درجة حرارة كارت الشاشة الطبيعية، يبدأ المعالج الرسومي في خفض أداؤه بشكل تلقائي لحماية نفسه من التلف. هذه هي فائدة تقنية "الاختناق الحراري". لكنها تظل سلاح ذو حدين. فمن الناحية الأولى، هي تساهم في حماية كارت الشاشة من التلف. لكن من الناحية الأخرى، فهي تظل سببًا لاختناق وتدهور الأداء بشكل ملحوظ جدًا قد يؤثر على تجربة وسلاسة أداء الألعاب أو البرامج. لكن ماذا لو تحدثنا عن ذاكرة الفيديو “VRAM”، فما هي درجة حرارتها الآمنة؟ ومتى تتعرض للاختناق؟ ومتى يجب تغيير الوسادات الحرارية داخل كارت الشاشة؟
■ متى يجب تغيير الوسادات الحرارية داخل كارت الشاشة؟
![]() |
أهمية تغيير الوسادات الحرارية داخل كارت الشاشة |
على عكس أغلب مكونات الحاسوب، تتمتع كروت الشاشة بنظام تبريد متكامل، والذي يتطلب تفكيكًا عميقًا لجميع أجزاءه من أجل صيانته وتنظيفه بشكل جيد، لكنها من بين الممارسات التي يغفل عنها أغلب المستخدمون أو يحالون تجنّبها قدر الإمكان. ومع ذلك، فهو أجراء ضرورية جدًا ويجب تنفيذه من حين لآخر، خاصةً إذا لاحظنا ارتفاع خطير في حرارة كارت الشاشة أو أجزاءها الأخرى.
تتكون كروت الشاشة من لوحة دوائر إلكترونية مطبوعة تُسمى “Printed Circuit Board” واختصارها “PCB”. على هذه اللوحة الإلكترونية، يتم دمج كلً من المعالج الرسومي (GPU) وذاكرة الفيديو (VRAM)، جنبًا إلى جنب مع دوائر الطاقة المكونة من المكثفات والملفات الكهربائية والترانزستورات وشرائح الحماية…إلى آخره.
فإذا قمنا بتفكيك البطاقة الرسومية، سنلاحظ أن الشركة المُصنعة قامت بإضافة مجموعة صغيرة من الوسادات الحرارية أعلى مجموعة شرائح ذواكر الفيديو. الهدف من هذه الوسادات هو امتصاص الحرارة المرتفعة، والغرض هو الحفاظ على حرارتها داخل النطاق المسموح.
من المهم ملاحظة أن أي كارت شاشة يحتوي على مجموعة من شرائح ذواكر الفيديو. على سبيل المثال لا الحصر، إذا كانت بطاقتك الرسومية بذاكرة فيديو 6GB، فهذا يعني أنها تحتوي على ثلاث شرائح VRAM، وكل واحدةً منها بسعة 2 جيجابايت. لكن إذا تحدثنا عن بطاقة رسومية مثل RTX 4090 24GB، فيجب أن تحتوي على 12 شريحة VRAM، وكلً منها بسعة 2 جيجابايت أيضًا. نفس الشيء بالنسبة لبطاقة RTX 5090 التي تحتوي على ذاكرة فيديو بسعة 32 جيجابايت، فإذا قمنا بتفكيكها من الداخل، سنجد 16 شريحة VRAM، وكل شريحة بسعة 2 جيجابايت أيضًا
بالمناسبة، عادةً ما يتم تصنيع شرائح الفيديو بواسطة سامسونج أو Micron أو SK Hynix. على الرغم من وجود شركات أخرى متخصصة في تصنيع ذواكر الفيديو، إلا أن هؤلاء هم أفضل الشركات المُصنعة الذين يستطيعون إنتاج شرائح عالية الجودة من حيث السرعة والتوافق والاستقرار لأنظمة الكمبيوتر المنزلية. لذلك، إذا قمنا بفتح أي بطاقة رسومية من الداخل، سواء كانت AMD أو NVIDIA، وقمنا بإزالة الوسائد الحرارية من أعلى ذواكر VRAM، سنجدها من تصنيع إحدى الشركات الثلاث.
قد يتساءل البعض: لماذا لا نقوم بإضافة معجون حراري أعلى شرائح ذواكر الفيديو بدلًا من الوسائد الحرارية؟ الإجابة على هذا السؤال تشمل شقين. الشق الأول هو أن شرائح VRAM لا تحتوي على نظام IHS مماثل لما هو موجود في المعالجات المركزية والرسومية. بمعنى أبسط، لا تحتوي شرائح ذواكر الفيديو على غلاف معدني خارجي لحمايتها، وهو في الأصل الجزء المسؤول عن نقل الحرارة بين المعالج وسطح المشتت المعدني. الشق الآخر هو أنه إذا حاولنا إضافة معجون حراري أعلى شرائح ذواكر الفيديو (وهو حل غير مُجدي وغير منطقي أساسًا بالمقام الأول)، فسوف يتساقط بالكامل على لوحة الدوائر الإلكترونية بمجرد تركيب المشتت الحراري وربطه بإحكام، مما قد يتسبب في حدوث مشاكل للوحة الدوائر المطبوعة.
أعلم أنني لم أُجيب بعد على سؤال متى يجب تغيير الوسادات الحرارية داخل كارت الشاشة. لكنني حاولت الإجابة على سؤال كثيرًا ما نراه على منصات التواصل الاجتماعي ومنتديات الهاردوير. لذلك، كما يبدو بوضوح، تكمن مشكلة كلً من المعالج الرسومي وذواكر الفيديو في اختلاف خصائصهما. لكن يظل كلاهما مُصمم ليدوم سنوات عديدة. من حسن الحظ، لا يتوقع مصنعو البطاقات الرسومية أن يقوم المستخدم بتفكيك بطاقته الرسومية لإجراء صيانة داخلية.
في الواقع، إن تفكيك البطاقة الرسومية يؤدي إلى انتهاء صلاحيات الضمان. لذلك، يتأكد صانعوا البطاقات الرسومية من إضافة مواد تبريد ممتازة وعالية الجودة تضمن توفير نظام تبريد جيد جدًا لسنوات عديدة. لكن عندما نتحدث عن البطاقات الرسومية القديمة التي أنهت بالفعل فترة ضمانها، فمن المحتمل أن تجف مواد التبريد المُستخدمة بداخلها، مما قد يُسفر عن تطور مشكلات تتعلق بالحرارة المرتفعة.
فإذا كنت تمتلك بطاقة رسومية منذ 5 أو 6 سنوات، فلعلك لاحظت أن درجة حرارتها لم تعد ممتازة كما كانت في عاميها الأول والثاني. وبمرور الوقت، تتدهور حرارة كارت الشاشة باستمرار. السبب في ذلك هو جفاف مواد التبريد المُستخدمة في الداخل.
بالنسبة للمعجون الحراري، تتحول مادة المعجون إلى كتل من الحجارة الجافة، ويجف السائل المعدني الموجود بداخلها، مما يجعل مادة المعجون تفقد وظيفتها الأساسية وتصبح غير قادرة على نقل الحرارة من سطح المعالج إلى قاعدة المشتت.
أما بالنسبة لذواكر الفيديو، فعندما تتقدم الوسادات الحرارية في العمر، يصبح كارت الشاشة أكثر عُرضة للاختناق الحراري. نحن لا نتحدث عن نسبة تباطؤ بسيطة، وإنما نتحدث عن نسبة تدهور في الأداء قد تتجاوز 25% في بعض الحالات. فإذا كنا نتحدث عن شرائح VRAM GDDR6X، فإن نقطة اختناق هذه الشرائح تتراوح من 95 إلى 105 درجة مئوية. فبمجرد أن تصل شرائح ذواكر الفيديو إلى هذه النقطة، يبدأ المعالج الرسومي في خنق أداؤه ذاتيًا لحماية مكونات البطاقة. كيف يحدث هذا؟ ببساطة يحدث عن طريق خفض المعالج الرسومي لترددات الساعة “Core Clocks”.
لذلك، إذا بدأت في ملاحظة ارتفاع خطير في حرارة ذواكر الفيديو، فقد يكون الوقت قد حان من أجل تغيير الوسادات الحرارية داخل كارت الشاشة. أيضًأ من المهم معرفة أن تعرُّض شريحة VRAM واحدة للتلف يؤدي إلى تلف البطاقة الرسومية بالكامل. بمعنى أنه إذا كنت تمتلك بطاقة رسومية 6GB، وتعرضت إحدى شرائح VRAM البطاقة للتلف، فلن تعمل البطاقة الرسومية بسعة 4 جيجابايت، للأسف هذا ليس هو الحال. فعندما تتعرض شريحة VRAM واحدة للتلف أو تصبح عرضة للاختناق الحراري نتيجة الارتفاع المفرط في الحرارة، ستظهر الكثير من المؤشرات التي تخبرك بأن هناك شيء ما غير صحيح.
■ علامات ارتفاع حرارة ذواكر الفيديو VRAM
![]() |
علامات ارتفاع حرارة VRAM |
- ظهور تشوهات مرئية في الصورة.
- انهيار الألعاب أو تجمّدها.
- عدم استقرار النظام وظهور شاشة الموت الزرقاء BSOD.
- تدهور الأداء وخسارة عدد كبير من معدلات الإطارات.
- إغلاق تلقائي للكمبيوتر.
الخلاصة | إذًا متى يجب تغيير الوسادات الحرارية داخل كارت الشاشة؟ يجب ألا تكتفِ بمراقبة حرارة المعالج الرسومي (GPU) وحده، وإنما من الضروري أن تراقب أيضًا حرارة ذاكرة الفيديو (Video Memory). من حسن الحظ، تتحمل ذواكر الفيديو الحرارة المرتفعة، لكن هذا لا يحميها من مواجهة المصير المحتوم، والذي يتمحور حول اختناقها حراريًا وتدهور عمرها الافتراضي بشكل أسرع. يجب أن تظل حرارة ذاكرة الفيديو في نطاق 70C ~ 80C كحد أقصى. لكن إذا تجاوزت حرارتها 85C، فيجب أن تتدخل مباشرةً لإيجاد حل فوري وتبريدها بأي شكل ممكن.
اقرأ المزيد: علامات تشير إلى احتضار كارت الشاشة
*****************************