هل تؤثر تقنية إلغاء الضوضاء على جودة الصوت؟
![]() |
| هل تؤثر تقنية إلغاء الضوضاء على جودة الصوت؟ |
هل تؤثر تقنية إلغاء الضوضاء على جودة الصوت؟ سؤال منطقي، ربما لم يخطر على بالك من قبل، خاصةً إذا لم تكن لديك تجربة سابقة مع إحدى سماعات الأذن العازلة للضوضاء النشط. ومع ذلك، فالإجابة التي تنتظر سماعها ليست كما تتوقعها تمامًا. استرخِ للحظات، وتابع معي هذه المقالة لنهايتها لتحصل على إجابة كاملة لسؤال هل تؤثر تقنية إلغاء الضوضاء على جودة الصوت وكيف بالتحديد؟
هل تؤثر تقنية إلغاء الضوضاء على جودة الصوت
إلغاء الضوضاء النشط أو “Active Noise Cancellation” واختصارها “ANC” هي تقنية مبتكرة أحدثت نقلة نوعية في التجربة الصوتية أثناء الاستماع إلى الموسيقى والمكالمات الهاتفية والمحتوى الصوتي المختلف عن طريق عزلها للأصوات غير المرغوب فيها من البيئة المحيطة.
تعتمد تقنية إلغاء الضوضاء النشط على ما تُعرف باسم ظاهرة "التداخل الهدّام" أو “Destructive Interference”، والتي تهدف إلى اكتشاف أدق تفاصيل الموجات الصوتية وعزل الضوضاء المحيطة، مما يضمن وضوحًا غير مسبوق في جودة الصوت. لكن السؤال الأكثر إثارة للاهتمام هو هل تؤثر تقنية إلغاء الضوضاء على جودة الصوت، وبالسلب أو بالإيجاب، وما هي آلية عمل هذه التقنية بالتحديد؟
■ كيف تعمل تقنية إلغاء الضوضاء النشط؟
![]() |
| كيف تؤثر إلغاء الضوضاء النشط على جودة الصوت |
تستخدم تقنية إلغاء الضوضاء النشط (ANC) نظام مُعقد وخوارزمية متقدمة تُعرف باسم ظاهرة "التداخل الهدّام" التي تهدف إلى إزالة الأصوات المحيطة غير المرغوب فيها. تحتوي سماعات الأذن المُجهّزة بتقنية إلغاء الضوضاء النشط على مجموعة ميكروفونات مدمجة تلتقط تداخل الموجات والإشارات الصوتية الخارجية من البيئة المحيطة.
في هذه الأثناء، يتولى المعالج تحليل هذه الموجات وتفسيرها عن طريق توليد موجه صوتية خاصة تُعرف باسم "مُضاد الضوضاء" ذات طور معكوس. تُصدر مكبرات الصوت الإشارة المعكوسة، مما يؤدي إلى تقييد الضوضاء الأصلية. بفضل هذه الآلية، يتم قمع الضوضاء الأصلية وتقليلها بفعالية قبل أن تصل إلى طبلة أذن المستخدم.
■ هل تؤثر تقنية إلغاء الضوضاء على جودة الصوت؟
![]() |
| إيجابيات وسلبيات تقنية إلغاء الضوضاء النشط |
إن الهدف الرئيسي من تقنية إلغاء الضوضاء الحفاظ على بصمة الصوت الأصلية. بمعنى آخر، هي تلعب دورًا رئيسيًا لتوفير صوت يحاكي جودة الاستوديو، وضمان دقة وحيادية تامة أثناء التشغيل. نظريًا، يجب أن يستمع المستخدم إلى وضوح وعمق صوتي استثنائيين أثناء تفعيل إلغاء الضوضاء. ومع ذلك، فإن إساءة استخدام تقنية إلغاء الضوضاء يؤدي إلى حدوث أضرار تؤثر على التجربة الصوتية، إذ أحيانًا ما تتسبب في إدخال تشوهات غير ضرورية أو تُغيّر في خصائص التردد بشكل غير مرغوب فيه.
علاوة على ذلك، فإن الطرازات منخفضة التكلفة ومتوسطة الجودة تفتقر إلى الخوارزميات المتقدمة، ما يجعلها تتسبب في ظهور نسبة من الضوضاء الهادئة، وهي ظاهرة تُعرف باسم "الهسيس"، خاصةً عند ضبط خاصية إلغاء الضوضاء على الحد الأقصى.
أما الطرازات المتميزة وباهظة الثمن، فهي تتمتع بالقدرة على القضاء تمامًا على هذه الآثار الجانبية السلبية وبفعالية، وتضمن عملية كبت أو قمع الضوضاء بطريقة لا تؤثر سلبًا على استقبال موجات الصوت الأصلية. في هذه الحالة، تظل النغمات نقية وصافية تمامًا، وتظل جودة الصوت في أفضل مستوياتها دون تدهور أو تداخل غير مرغوب فيه.
اقرأ أيضًا: كيفية رفع صوت سماعة البلوتوث للاندرويد بدون برامج
■ كيف تساعد تقنية إلغاء الضوضاء في تحسين استقبال الموسيقى في البيئات الصاخبة؟
![]() |
| هل إلغاء الضوضاء يؤثر سلبًا على جودة الصوت |
لقد صنعت تقنية إلغاء الضوضاء ثورة في عالم الاستماع إلى الموسيقى، ولا سيما في البيئات الصاخبة مثل الميادين المزدحمة بالأشخاص أو بداخل وسائل النقل والمواصلات العامة أو حتى أثناء التواجد في الحفلات والمناسبات الجماعية.
تعمل هذه التقنية على منع التداخلات الخارجية من البيئة المحيطة، مما يسمح للمستمع بسماع أدق تفاصيل التسجيلات بسهولة، وتحجب عنه الضوضاء الخارجية بشكل كامل، خاصةً عند ضبط مستوى الحد الأقصى من إلغاء الضوضاء، مما يمنح المستمع تجربة استماع غامرة وانغماسًا عميقًا في الصوت. ومن أهم مزايا خاصية إلغاء الضوضاء كل مما يلي:
- حماية السمع من خلال التخلص من الحاجة إلى رفع مستوى الصوت في البيئات الصاخبة.
- تضمن للمستخدم الانغماس بعمق في الصوت.
- القدرة على سماع أدق تفاصيل التسجيلات الصوتية والمكالمات الهاتفية.
- دعم تقنيات الصوت المتطورة مثل Dolby Atmos و Dolby Head Tracking.
- متوفرة في جميع الأشكال (على الأذن، في الأذن، فوق الأذن، داخل الأذن).
- كيف تؤثر تقنية إلغاء الضوضاء على جودة الصوت؟
لضمان فصل الترددات بشكل صحيح، يهتم صانعو السماعات بإتقان هندسة المحولات الديناميكية والعناصر عالية الدقة لتوفير نغمة قوية ذات ترددات منخفضة ودقيقة، للوصول إلى الحد الأدنى من "التشوش الطفيف". لذلك، من الضروري مراعاة المعايير التقنية السابقة مثل استجابة التردد الواسعة والمقاومة والحساسية المثالية.
كما تُعزز خوارزميات الدعم الإضافية مثل نظام Environment Noise Cancellation وتقنية Voice Focus المستندة إلى الذكاء الاصطناعي من أداء سماعة الأذن. تم دمج جميع التقنيات والخوارزميات السابقة بداخل ميكروفونات متطورة، من شأنها كبت الضوضاء المحيطة بفعالية مع عزل إشارة الأصوات البشرية. بالنتيجة، يلمس المستخدم تحسنًا ملحوظًا في نقاء وجودة المحادثات أثناء المكالمات الهاتفية.
■ ما هو دور تقنية البلوتوث في هذه المسألة؟
![]() |
| أبرز برامج ترميز البلوتوث |
تُعدّ برامج ترميز الصوت عبر البلوتوث أثناء جودة الصوت اللاسلكي، من مسؤوليتها ضغط وفك ضغط الإشارة. يجب أن تساهم تقنية البلوتوث في تحديد عرض النطاق الترددي الرئيسي، والمعروف باسم معدل البت “Bit Rate” كمية البيانات التي يتم تمريرها لاسلكيًا، مما يؤثر بشكل مباشر في الحفاظ على تفاصيل الصوت. بفضل المعايير الحديثة والمتطورة في تقنيات الاتصال اللاسلكي، يتم تقنين أكبر قدر ممكن من خسائر الجودة. تتمتع سماعات الأذن المتطورة على أفضل تقنيات الاتصال اللاسلكي، والتي تشمل كل من الآتي:
- إمكانية تقليل تجاويف الإشارة باستخدام برامج ترميز متقدمة مثل LDACو aptX HD و aptX Adaptive.
- البث بجودة عالية الدقة.
- توفير دقة صوت عالية.
- تحسينات ملحوظة في كفاءة الطاقة بفضل معيار LE Audio وبرنامج ترميز LC3.
- زمن وصول منخفض لتوفير تجربة مزامنة فورية ودقيقة للصوت والصورة أثناء مشاهدة الفيديوهات.
- الاتصال متعدد النقاط، مما يُسهّل من إمكانية مزامنة الاتصال بمصادر متعددة.
الخلاصة | في ختام مقال هل تؤثر تقنية إلغاء الضوضاء على جودة الصوت، من الضروري معرفة أن أنظمة الصوت التي تتمتع بهذه التقنية تهدف إلى توفير بصمة صوت محايدة، مع الحفاظ على نقاء نغمات الجهير وبصمة الصوت الأصلية. ولكن للأسف، غالبًا ما تُدخل تقنية إلغاء الضوضاء تعديلات طفيفة على الطيف اللوني، مما يُضعف الترددات المنخفضة بشكل طفيف في أغلب الأحيان، وبالتالي، يظهر تشويش في جودة الصوت النهائية.
لتفادي هذه الظاهرة، يحاول صانعو السماعات توفير معادل صوت رسومي EQ متقدم يسهم في توفير نظام صوت متكامل قابل للتخصيص، والتي يُمكن الوصول إليها عبر برامج الصوت المتقدمة. يسمح معادل الصوت بضبط النغمات العالية والمنخفضة بدقة كبيرة، مما يُقلّل من تأثير إلغاء الضوضاء على استقبال بصمة الصوت الأصلية، وخاصةً مع الموسيقى.
اقرأ المزيد: كيفية تشغيل خاصية Dolby Atmos على ويندوز 10/11
********************************




