عادات خاطئة تقصر من عمر الكمبيوتر الخاص بك
![]() |
| عادات خاطئة تقصر من عمر الكمبيوتر الخاص بك |
يُحيط بمجال الهاردوير والحاسوب عمومًا العديد من الخرافات التي لا تُمت للواقع بصلة، لكنها ما زالت راسخة في أذهان الكثيرين ممن اعتادوا على الاعتقاد فيها والقيام بها بطريقة مختلفة عن المعتاد، دون أن يتحققوا من صحتها. لذلك، نحن هنا لدحض هذه الخرافات لأنها تندرج تحت بند عادات خاطئة تقصر من عمر الكمبيوتر الخاص بك.
عادات خاطئة تقصر من عمر الكمبيوتر
إحدى أكثر الخرافات شيوعًا، وسامحوني إن قُلت إنها أكثرها سخافةً على الإطلاق، هي الاعتقاد بأن إغلاق الكمبيوتر عن طريق عمل Shutdown يُقصّر من عمر الكمبيوتر أو يؤدي إلى تآكل مكوناته بشكل أسرع. في الواقع، العكس هو الصحيح. فبينما يعتقد بعض المستخدمون بخرافة تآكل وتدهور الحالة المادية لمكونات الهاردوير بسبب عملية بدء التشغيل، إلا أن الأنظمة الحديثة، وخاصةً التي تعمل بواجهة UEFI BIOS ووحدات تخزين SSD الصلبة قادرة على إجراء دورات تشغيل فعالة وسلسة للغاية، بحيث يكون الإجهاد الحراري ضئيلًا جدًا مقارنةُ بجلسة لعب طويلة على سبيل المثال.
سوف أترك هذه النقطة تحديدًا للجزئية الأخيرة بمقال عادات خاطئة تقصر من عمر الكمبيوتر لأتحدث معكم عنها باستفاضة. لكن هناك بالفعل بعض الخرافات الأخرى، والتي للأسف الشديد، لا تزال شائعة جدًا ويؤمن بها فصيل كبير من مستخدمو الحاسب، والتي على عكس ما يعتقدون، تؤدي إلى نتيجة عكسية وتُسفر عن تدهور حالة الكمبيوتر على المدى الطويل.
■ أولاً: عدم تنظيف الكمبيوتر من الداخل بانتظام
![]() |
| خرافات شائعة تؤدي إلى تدهور الكمبيوتر بشكل أسرع |
هذه نقطة شائكة جدًا. شخصيًا لا أوصي بتفكيك مكونات الكمبيوتر من الداخل بين الحين والآخر لأنها عملية مُجهدة وتتطلب بعض الخبرة، ومن الممكن أن تؤدي، في بعض الحالات، إلى حدوث أعطال، خاصةً إذا لم تكن شخصًا معتاد عليها. ومع ذلك، فالمشكلة التي تضطرنا في النهاية لهذه العملية تكمن في تكوين الأتربة لطبقات سميكة نتيجة تراكمها بمرور الوقت، لتؤدي في النهاية إلى تشكيل طبقة عازلة حراريًا تمنع أساليب التبريد من تأدية وظيفتها بكفاءة ممتازة.
هذا لا يعني بالضرورة أنك مُلزم بتفكيك مكونات الكمبيوتر كل بضعة أسابيع أو حتى بضع أشهر، ولكن على الأقل، مرة كل عام. أيضًا لا داعٍ إطلاقًا لإزالة المعالج المركزي من مقبس اللوحة الأم. بدلًا من ذلك، يكفيك إزالة المبرد (الهوائي أو المائي) وتنظيفه جيدًا وبعناية، ثم إضافة معجون حراري جديد على سطح المعالج.
ومع ذلك، من غير المُرجح أنك قد تحتاج لتغيير مادة المعجون (خاصةً إن كانت نوعية جيدة) إلا بعد فترة تتراوح من عامان إلى ثلاث أعوام، أو حتى أكثر من ذلك. يعتمد تغيير المعجون الحراري على طريقة الاستخدام، فإذا كان المعالج لديك يتعرض لسخونة وضغط حراري على مدار الساعة 7/24، فقد تحتاج لتغيير المعجون بعد عام إلى عامين، أو حتى كل 6 أشهر. لكن إذا كنت تستخدم الكمبيوتر باعتدال، فلن تحتاج لتغيير المعجون إلا كل بضع سنوات.
تجدر الإشارة أيضًا إلى أن عملية تغيير المعجون تتوقف على مستويات الحرارة التي يعمل بها المعالج المركزي. فإذا كانت حرارته جيدة في الاستخدام الخفيف وحالات الضغط الشديدة، فلا يوجد ما يستدعي تغيير المعجون. أما بالنسبة لكارت الشاشة، فمن الأفضل عدم تغيير المعجون طوال فترة الضمان لأنها قد تتسبب في إفساد صلاحيات الضمان بمجرد تفكيك البطاقة الرسومية. من حسن الحظ، يُضيف صانعو البطاقات الرسومية معجون حراري عالي الجودة يعيش لسنوات طويلة (مع الاستخدام المعتدل).
أما بالنسبة لبقية المكونات الأخرى، فمن الضروري تنظيفها بشكل جيد من الأتربة المتراكمة. صحيح أن مرشحات الغبار تؤدي وظيفتها بشكل جيد لمنع دخول الغبار، إلا إنها ليست كافية تمامًا لحظر دخول الأتربة والغبار. يجب إجراء عملية تنظيف شاملة للمراوح وفتحات التهوية وأقراص التخزين مرة واحدة على الأقل كل عام.
■ ثانيًا: الحرارة المرتفعة
![]() |
| كيف تطيل العمر الافتراضي للكمبيوتر الخاص بك |
جميعنا يُدرك مخاطر الحرارة المرتفعة، فهي من العوامل الرئيسية التي تُقصّر من عمر الكمبيوتر. لكن متى تصبح الحرارة المرتفعة ضمن عادات خاطئة تقصر من عمر الكمبيوتر، تتساءل؟ هي عندما يعتقد بعض المستخدمون أن الحرارة التي تصل لها مكوناتهم لا تزال آمنة للغاية.
بالطبع، معالجات الكمبيوتر، كالمعالج المركزي والرسومي، مُصممان لتحمل الحرارة المرتفعة لفترات طويلة من الوقت. لكن من غير المنطقي أن يعتقد المستخدم أن حرارة 90C آمنة تمامًا ومناسبة في حال كان يستخدم المعالج لفترات زمنية طويلة وبشكل مُكثّف. نعم، تستطيع المعالجات تحمّل هذه الحرارة، وربما أكثر قليلًا، لكنك لا تحتاج منها أن تصرخ في وجهك لكي تخبرك بنفسها أنها تتعرض إلى مشكلة سخونة مُفرطة تؤدي إلى إجهادها وتآكل مكوناتها على المدى الطويل.
من الممكن أن تتحمل المعالجات حرارة 95C لبعض الوقت، لكنها لن تتحمل هذه الحرارة لساعات طويلة كل يوم. للأسف، بالنسبة للمستخدمين الذين يستخدمون بطاقاتهم الرسومية في تعدين العملات الرقمية المشفرة، مُدركين لهذه الحقيقة، لكنهم غير مستعدين للتخلي عنها. لذلك، ننصح دائمًا بعدم شراء البطاقات الرسومية المستوردة من مصادر مجهولة.
فمن الجيد مراقبة حرارة المكونات باستمرار. في حالة السكون والاستخدام الخفيف، لا يجب أن ترتفع حرارة المعالج عن 60C، ولكن في حالات الاستخدام المُكثفة، تتراوح الحرارة الآمنة للمعالجات من 65C وحتى 85C على أقصى تقدير. مرة أخرى، تتحمل المعالجات حرارة أعلى بشكل طبيعي، ولكن المشكلة الخطيرة في تعريض المعالجات لحرارة أعلى لفترات زمنية طويلة. بمعنى آخر، من الممكن أن تلاحظ ارتفاع طفيف في حرارة المعالج أو كارت الشاشة لدرجة قد تصل حتى إلى 90C، ولكن للحظات قليلة جدًا، ثم تهدأ مرة أخرى وتعود إلى المستويات الطبيعية مثل 82C أو 78C.
لذلك، إذا كنت تواجه ارتفاع مخيف في حرارة مكوناتك، فيجب أن تتخذ بعض الإجراءات التي تحد من هذه المشكلة المزعجة، والبداية مع تغيير المعجون الحرارة، لكنه لن يكون كافيًا، بل يجب زيادة عدد المراوح الموجودة في صندوق الحاسب، نظرًا لأن البطاقة الرسومية لا تحتوي على معالج رسومي فحسب، وإنما هي تضم دائرة كهربائية مكونة من عدد كبير من المكونات الدقيقة التي تحتاج إلى تبريد مماثل.
■ ثالثًا: سوء التهوية
![]() |
| مخاطر سوء التهوية في الكمبيوتر |
سوء التهوية من أخطر عادات خاطئة تقصر من عمر الكمبيوتر دون أن تلاحظ، وسأخبرك بالسبب ببساطة: تتولى مشتتات التبريد طرد الحرارة الساخنة التي توّلدها المعالجات المركزية والرسومية، داخل صندوق الحاسب نفسه، وإذا استمرت هذه السخونة في محيط الغلاف الجوي داخل الصندوق، سوف تتأثر المكونات الداخلية بهذه السخونة، ولا سيما اللوحة الأم ووحدات التخزين.
تؤدي عملية طرد الحرارة الصادرة عن مشتتات التبريد إلى ارتفاع حرارة اللوحة الأم بجميع مكوناتها – من دائرة تنظيم الطاقة (VRM) وحتى كروت الصوت – والذواكر العشوائية، وحلول التخزين الميكانيكية والصلبة. قد لا تؤدي هذه السخونة إلى اختناقًا حراريًا بالضرورة، لكنه حتمًا تقصر من عمر المكونات. لذلك، لتجنب هذه المشكلة، يجب التأكد من توفير نظام تهوية جيد جدًا داخل صندوق الحاسب، بحيث يتم تمرير كمية كافية من الهواء البارد داخل الصندوق مثلما يتم طرد أكبر كمية ممكنة من الهواء الساخن خارج الصندوق.
لذا، يًستحسن وضع مراوح أمامية وخلفية وسفلية إن أمكن، فهذه المراوح الإضافية تستحق وزنها ذهبًا، وراقب الحرارة بنفسك، ومن المؤكد أنك ستلاحظ تأثير إيجابي في حرارة المكونات، ولكن الأهم، أنها تضمن عمر افتراضي طويل لمكونات الهاردوير. فالتهوية السيئة من أخطر عادات خاطئة تقصر من عمر الكمبيوتر ومكوناته.
■ رابعًا: عدم إغلاق الكمبيوتر أبدًا
![]() |
| هل لابد من إغلاق الكمبيوتر كل فترة |
هذه هي النقطة الأكثر جدلًا: وضع الكمبيوتر في وضع السكون ليلًا Sleep أم إطفاءه بعمل Shutdown؟ حسنًا، هناك من يُفضّل عدم إغلاق الكمبيوتر أبدًا، وهناك من يُفضّل العكس. بوجه عام، من الطبيعي ترك الكمبيوتر في وضع السكون، ولعدة أيام متتالية، ولكن يجب أن تقوم بإغلاقه من حين لآخر. وهذا رأي شركة مايكروسوفت.
فعند وضع الكمبيوتر في السكون، يتم تحويله إلى وضعية الاستعداد، أي إنه لا يزال مستمر في استهلاك الطاقة، حتى وإن كان مقدار ضئيل جدًا، لكن لا تزال الكهرباء متصلة بمعظم المكونات، ولا سيما الرامات وحلول التخزين. لكن عند إطفاء الكمبيوتر تمامًا، يتم تفريغ جميع المكونات من الكهرباء، مما يسمح لها بالعمل ببداية جديدة ونظيفة عند إعادة تشغيل الكمبيوتر مرة ثانية. مرة أخرى: من الطبيعي وضع الكمبيوتر في وضع السكون طالما كنت تكره إعادة تشغيل الكمبيوتر كل يوم أو لأي سبب كان. ولكن يجب إطفاء الكمبيوتر بين الحين والآخر للحفاظ على العمر الافتراضي للمكونات.
الختام | في ختام عادات خاطئة تقصر من عمر الكمبيوتر يجب الالتزام بالنصائح التي نسمعها وعدم تصديق الخرافات والشائعات دون التحقق من صحتها. لا تؤمن بأي شخص يخبرك بأن حرارة 90C/95C طبيعية تمامًا مع إحدى البطاقات الرسومية أو المعالجات المركزية، هي طبيعية، ولكن لفترات وجيزة، لا لساعات طويلة كل يوم. أيضًا يجب زيادة مراوح الكمبيوتر كلما أمكن إذا كنت تمتلك بعض المكونات التي تعاني من الحرارة المرتفعة. أما بالنسبة لمسألة إغلاق الكمبيوتر، فلك مطلق الحرية، ولكن حفاظًا على مكوناتك، حاول أن تعطي لجهازك فترة قليلة من الراحة بتفريغ التيار الكهربائي تمامًا من مكوناته بين الحين والآخر.
***************************




