بياناتك التي تبيعها منصات التواصل الاجتماعي للمعلنين
![]() |
| بياناتك التي تبيعها منصات التواصل الاجتماعي للمعلنين |
كان لمنصات التواصل الاجتماعي الفضل في انفجار ثورة الانترنت، فهي تُعدّ واحدة من أهم الوسائل والأنظمة الاستراتيجية على الانترنت، لتتيح لنا التواصل مع العائلة والأصدقاء، والتزوّد بالمعلومات، والتفاعل مع الأحداث المؤثرة في الحياة اليومية، والترفيه. لكن لكل شيء ثمن، والثمن الذي يدفعه البشر جراء استخدامهم لمنصات التواصل الاجتماعي ليس هيّنًا، فالأمر يتعلق بخصوصيتهم. وسوف نتناول في هذه المقالة بياناتك التي تبيعها منصات التواصل الاجتماعي للمعلنين سواء بعلمك أو بدون.
بياناتك التي تبيعها منصات التواصل الاجتماعي
جميع منصات التواصل الاجتماعي دون استثناء تبيع البيانات الخاصة بنا لجهات خارجية من أجل تحقيق الربح. فالشركات التي تقف وراء هذه المنصات تحتاج إلى الموارد البشرية والمادية لكي تستمر في العمل. للوهلة الأولى قد يعتقد المستخدمون أنها متاحة بشكل مجانِ، لكن لا شيء بالمجان هنا، فسواء كنت تستخدم فيسبوك أو X أو أي منصات لبث الفيديو، فبياناتك بمثابة كنز لا يُقدّر بثمن بخس. بياناتك التي تبيعها منصات التواصل الاجتماعي ضرورية جدًا للمعلنين لأنها تساعدهم في فهم أنماط استخداماتك وعاداتك وتحديد ميولك الشخصية، وبناءً على ذلك، تستطيع استهدافك بالإعلانات التي تلاقي اهتمامك.
تنشر يوميًا الجديد من المنشورات، وتشارك أصدقائك بعض البيانات الشخصية، وتتفاعل مع منشورات الآخرين بطريقة أو بأخرى. ولكل فعل رد فعل، فكل هذه الممارسات تسمح لمنصات التواصل الاجتماعي بمعرفة المزيد من المعلومات عنك، ثم تقوم بمشاركة هذه المعلومات مع شركات الإعلانات. ومع ذلك، يُعدّ التحفّظ في الاستخدام والحفاظ على الأمن والخصوصية أمر في متناول أيدينا طالما اتخذنا بعض الإجراءات الاحترازية، وهذا من شأنه تقليل مخاطر انتهاك خصوصيتنا على المدى القصير والبعيد. الآن، تعالى بنا نوضح ما هي بياناتك التي تبيعها منصات التواصل الاجتماعي للمعلنين.
■ موقعك الجغرافي
![]() |
| ما هي البيانات الشخصية التي تبيعها منصات التواصل الاجتماعي |
من الأمثلة الواضحة على بياناتك التي تبيعها منصات التواصل الاجتماعي للمعلنين موقعك الجغرافي. لا أقصد بالضورة موقعك في الوقت الفعلي، وإنما أتحدث عن المنطقة التقريبية التي تتواجد فيها الآن أو كنت تتواجد فيها مؤخرًا. فعندما ننشر قصة على انستغرام ونقوم بتحديد الموقع والمكان الذي نتواجد فيه، تستطيع خوارزمية المنصة مشاركة هذه البيانات مع الجهات الخارجية.
يحدث ذلك أيضًا عند رفع أي صورة على شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك، فلديك دائمًا خيار إضافية المكان المحدد الذي التقطت فيه هذه الصورة، وبالتالي، ستتمكن المنصة من معرفة مكان تواجد بالضبط، وفي أي وقت، وما إذا كنت قد التقيت بشخص آخر كان موجود في نفس المكان والتاريخ، وأكثر من ذلك بكثير.
■ أنماط استخدامك والروتين اليومي
![]() |
| ما هي بيانات المستخدمين التي تشاركها منصات التواصل الاجتماعي مع المعلنين |
بالإضافة إلى ما قد سبق، فمنصات التواصل الاجتماعي تستطيع معرفة المزيد من المعلومات عن عاداتك اليومية وروتين وأنماط استخدامك، وتشارك هذه المعلومات مع الجهات الخارجية. إنهم يعرفون ما إذا كنت تمارس الرياضة بانتظام، أو تذهب لصالات رياضية معينة من أجل ممارسة تمارين اللياقة البدنية، أو تتابع مسلسل تلفزيوني معين في الفترة الحالية، وأي شيء آخر تقوم بمشاركته على منصات التواصل الاجتماعي الذي لا يقتصر ظهوره على أصدقائك أو الأشخاص المسموح لهم على المنصة فحسب، وإنما يصبح هذا المحتوى مرئيًا للأطراف الثالثة أيضًا.
وفي شبكات التواصل الاجتماعي بشكل عام، يتم هذا الأمر على نطاق واسع جدًا، حيث تنتشر المنشورات بصورة سريعة بفضل الآلية التي تعمل بها خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي، بهدف تعزيز وتحسين فرصة ظهور منشوراتك ومقاطع الفيديو والمحتوى المتنوع بأكبر شكل ممكن. يزداد الأمر سوءًا إذا كنت تمتلك حساب تجاري وتقوم بنشر يومياتك وحياتك الشخصية دون تحديد فئة معينة من الأشخاص على المنصة. على سبيل المثال، إذا كنت تسمح للجمهور برؤية منشوراتك، فهذا يعني أنها مرئية للمعلنين أيضًا.
لكن في الواقع خوارزمية منصات التواصل الاجتماعي أكثر تعقيدًا من ذلك، فهي تستطيع، بناءً على أنماط حياتك والروتين اليومي تحديد ميولك وأهدافك الشخصية وتصنيفك ضمن فئة معينة من المستخدمين التي يُمكن استهدافهم بفئة معينة من الإعلانات أيضًا. فإذا كنت شخصًا يقوم بنشر يوميات عن التقنية، فسيتم استهدافك بإعلانات الأجهزة التقنية، وإذا كنت شخصًا مهتم بالفن، فسيتم استهدافك بالإعلانات التي تتعلق بالفنون، وإذا كنت تنشر منشورات عن الرياضة، فستحصل على إعلانات للأدوات والأجهزة والملابس الرياضية، وهكذا دواليك.
■ الآراء والهوايات والتوجه الأيديولوجي
![]() |
| معلوماتك الشخصية التي يبيعها الفيسبوك للأطراف الثالثة |
يجب أن تعلم أن كل ما تنشره على منصات الاجتماعي عُرضة للوصول إلى المعلنين. هذا يعني أن منصات التواصل الاجتماعي تقوم بتحليل معلوماتك والمنشورات الخاصة بك، بهدف معرفة المزيد عنك. يبدأ هذا من خلال الاطلاع على آرائك، مراقبة هواياتك، وحتى سلوكياتك وتوجهاتك الأيديولوجية.
حتى وإن لم تشارك هذه المعلومات على العام، فيكفي إعطاء الصلاحيات للخوارزمية بالاطلاع على هذه المعلومات من حسابك الشخصي، والتعمق في تفاصيل هذه المعلومات لمعرفتها بدقة أكبر، ثم مشاركتها مع الأطراف الثالثة. لتوضيح الأمر بصورة بسيطة، يُمكن لخوارزمية الفيسبوك تحليل المؤثرين وصناع المحتوى والشخصيات التي تتابعها على المنصة، والصفحات التي تفضلها، والرسائل التي تنشرها، والكثير غير ذلك.
■ بيانات الوظيفة أو الحياة الدراسية
![]() |
| كيف تحافظ على خصوصيتك على منصات التواصل الاجتماعي |
من ضمن بياناتك التي تبيعها منصات التواصل الاجتماعي للمعلنين أيضًا هي المعلومات المتعلقة بمكان عمل أو مكان دراستك. بالتأكيد أنت قمت بكتابة هذه البيانات في صفحتك الشخصية، أو ربما ذكرتها في إحدى المرات أثناء الرد على المنشورات، فهذا هو كل ما تحتاجه خوارزمية الفيسبوك لمعرفة هذه المعلومة.
يُمكنها أيضًا تحديد طبيعة عملك أو دراستك، والشركة التي تعمل بها أو المدرسة التي تتردد عليها، ومكان العمل أو المدرسة وسنة التخرج، والكثير غير ذلك. تستطيع منصات التواصل الاجتماعي معرفة هذه المعلومات بناءً على بيانات ملفك الشخصي أو المعلومات التي نشرتها سابقًا أو أي طريقة أخرى قد تساعد أي شخص في الحصول على معلومات تتعلق بعملك المهني أو دراستك.
الختام | باختصار شديد بياناتك التي تبيعها منصات التواصل الاجتماعي للمعلنين ليست شيئًا خطيرًا في حد ذاته، لكنها تُهدد خصوصية العديد من المستخدمين. معظمنا لا يرغب في بعض الأحيان أن تصبح هواياته المفضلة أو عادات استخدامه سلعة في متناول أيدي المعلنين ووسيلة لتحقيق الربح من خلالها، خاصةً أنك لن تأخذ أي شيء مقابل مشاركة هذه المعلومات، وإنما الأمر أشبه ببيع خصوصيتك بدون أي مقابل.
لذلك، يجب اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة التي تحدّ من خطر تهديد خصوصيتك، بدءً من مراجعة بعض الجوانب مثل من يمكنه رؤية حسابك، وتقييد جهات الاتصال التي أضفتها من الوصول إلى بعض بياناتك، ومن يُمكنه رؤية منشوراتك على كل منصة.
******************************




