recent
أخبار ساخنة

مساوئ متصفح جوجل كروم التي أبعدتني عنه بعد 10 سنوات من استخدامه

إبراهيم التركي
الصفحة الرئيسية

مساوئ متصفح جوجل كروم التي أبعدتني عنه بعد 10 سنوات من استخدامه

مساوئ-متصفح-جوجل-كروم-التي-أبعدتني-عنه-بعد-10-سنوات-من-استخدامه
مساوئ متصفح جوجل كروم التي أبعدتني عنه بعد 10 سنوات من استخدامه

أعتقد أن مساوئ متصفح جوجل كروم في السنوات الأخيرة هي التي أضعفت علاقتي به بعد ما يقرب من 10 سنوات من الاستخدام المتواصل. في البداية، كانت مجرد عيوب بسيطة ومن السهل التغلب عليها، لكن سرعان ما تراكمت هذه العيوب على مر السنين حتى أصبحت مشكلات مزعجة تؤثر على تجربة استخدامي بشكل كبير. دعونا نخبركم ما هي مساوئ متصفح جوجل كروم التي يعاني منها الملايين من المستخدمين حاليًا.

مساوئ متصفح جوجل كروم


عندما قررت استخدام متصفح جوجل كروم لم يكن أمامي الكثير من الخيارات آنذاك. إنه واحد من الأفضل، إن لم يكن الأفضل على الإطلاق، لتصفح الويب بحرية والتأكد من الوصول إلى جميع مواقع الويب وتحميل صفحاتها بصورة نموذجية. لكن مع كل ثغرة جديدة اكتشفها في المتصفح وتؤثر على استخدامي، كان يتم ولادة وتطوير منافس آخر تابع لشركات خارجية. لقد وصلت إلى المرحلة التي أقول فيها لنفسي لماذا علي أن أتحمل هذا الوضع المقزز أكثر من ذلك؟


لن أخالفكم الرأي، لقد استمعت مليًا بجميع أسرار متصفح جوجل كروم على الاندرويد، والتي ساعدتني بشكل كبير في استخداماتي اليومية. وتعد ميزة تتبع استهلاك الرام لكل علامة تبويب مفتوحة من أبرز الميزات التي أثارت إعجابي. وأعتقد أن طريقة عرض جميع كلمات المرور المحفوظة في جوجل كروم هي الأفضل والأكثر مرونة على الإطلاق مقارنةً بمتصفحات الويب الأخرى. لكن في نهاية المطاف، يأتي على كل شخص منا حالة يشعر فيها بالإحباط واليأس، وأعتقد أن ازدياد مساوئ متصفح جوجل كروم في الفترة الأخيرة هي التي دفعتني للتخلص منه والبحث في البدائل.

أولاً: أكثر متصفحات الويب استهلاكًا للموارد


عيوب-متصفح-جوجل-كروم
عيوب متصفح جوجل كروم

متصفح جوجل كروم أشبه بسلاح ذو حدين. إنه نادرًا ما يتعطل أو يتعرض للانهيار. فحتى وإن صادفت صفحة ويب تجمدت، فمن السهل إغلاقها دون أن تحتاج لإغلاق المتصفح بالكامل. في حين أنها ميزة مذهلة، إلا إنها من أسوأ عيوب المتصفح. يعتمد جوجل كروم على تقنية تُعرف باسم "هندسة العمليات المتعددة"، والتي تعني أن كل عملية تحميل صفحة ويب منفصلة عن الأخرى داخل النظام، ويتم تخزين بياناتها بشكل منفصل في الذاكرة العشوائية. إنها طريقة ممتازة في ضمان عدم انهيار المتصفح بأكمله في حال تعرضت بعض الصفحات لحالة التجمد أو التعطل لأي سبب من الأسباب.

في حين أنها ميزة رائعة، إلا إنها تتسبب في استهلاك الكثير من الموارد بدون داعٍ. فكل عملية منفصلة لكل صفحة ويب تستهلك مقدار محدد من الذاكرة العشوائية (الرامات)، وهي لا تترك المعالج المركزي يهنأ بالقليل من الراحة. فعند استخدام جوجل كروم، أشعر وكأنني أعمل على Adobe Primiere / Adobe Photoshop أو حتى أقوم بتشغيل بعض الألعاب الخفيفة. هل حاولت أن تفتح مدير المهام “Task Manager” أثناء فتح مجموعة مختلفة من علامات التبويب؟ ستكتشف بنفسك أنه يستهلك مقدار كبير جدًا من المعالج المركزي، وبدون أي داعٍ.

قد يخبرك أحدهم أنه من السهل تجاوز هذه المشكلة عن طريق إغلاق علامات التبويب المفتوحة والاكتفاء بصفحة أو صفحتي ويب على أقصى تقدير. لكن لدينا مثل شعبي شهير في مصر يقول: "إيه رماك على المُر إلا ما هو أمرّ منه". بما أنني أعمل ككاتب رقمي، فإنني عادةً ما اضطر لفتح مجموعة متعددة من صفحات الويب في الوقت نفسه، ولا يُمكنني إغلاق هذه الصفحات إلا بعد الانتهاء من عملي تمامًا.

لقد فعلت المستحيل من أجل تقليل استهلاك متصفح جوجل كروم للرامات، ولم أتردد لحظة في تفعيل خاصية توفير الرامات، إلا أن جميع محاولاتي باتت بالفشل. لا أعتقد أنني مستعد بأي شكل من الأشكال لترقية جهازي لاستيعاب متطلبات جوجل كروم الكثيفة من الموارد. لكن حتى وإن تمكنت من ترقية جهازي، فأعتقد أنني لن أستطيع تحمّل عبء تكلفة معالج مركزي من الفئة العليا أو شراء 64 جيجابايت من الذاكرة العشوائية.

لم تكن هذه مساوئ متصفح جوجل كروم الوحيدة فيما يتعلق باستهلاك الموارد. فالمشكلة الأخرى التي أثارت إزعاجي بشدة هي مشكلة "تسرب الذاكرة"، والتي عادةً ما تحدث كلما طالت فترة فتحك لبعض صفحات الويب دون الدخول إليها لبعض الوقت. فعندما يستشعر جوجل كروم أنك لم تستخدم إحدى صفحات الويب منذ بعض الوقت، فإنه يضع هذه الصفحة في وضع الخمول من أجل تقليل استهلاك الموارد.

إنها خطوة ذكية وضرورية لمعالجة المشكلة السابقة، لكنها كثيرًا ما تتسبب في بطء المتصفح ككل. ويزداد الطين بلة إذا حاولت العودة لتلك الصفحة مرة أخرى، لدرجة أنك قد تنتظر لمدة 20 ثانية أمام الشاشة حتى يمنحك جوجل كروم القدرة على الكتابة في هذه الصفحة أو نسخ أي محتوى منها أو تنفيذ أي مهام بداخلها.

لنأتي إلى القسم الثالث من المشكلة، ألا وهو استهلاك الطاقة. معظم الاختبارات أثبتت بالأدلة أن متصفح جوجل كروم يستهلك مقدار أكبر من طاقة بطارية اللاب توب مقارنةً بمتصفحات الويب الأخرى. ربما هذا أمر طبيعي نتيجة تقنية "هندسة العمليات المتعددة" التي يعتمد عليها لحماية علامات التبويب من الانهيار أثناء فترات الخمول.

أعتقد أن جوجل كروم محترف في وظائفه، ويحاول إصلاح جميع المشكلات بصورة منتظمة، لكنني اكتفيت من الانتظار. السبب الذي جعلني أفتح بصيرتي على مساوئ متصفح جوجل كروم هو أنني وجدت أغلب مميزاته في متصفحات الويب الأخرى. جميع متصفحات الويب القائمة على بنية “Chromium” قادرة على فتح العديد من علامات التبويب أيضًا والحفاظ عليها من الجمود أثناء فترات الخمول. لكنني فضّلت أن أتخذ مسار آخر تمامًا واستخدام متصفح موزيلا فايرفوكس.

فعند استخدامي لمتصفح فايرفوكس، لا اضطر إلى إغلاقه خشية من الاستهلاك المرتفع للموارد قبل أن أبدأ في استخدام أي تطبيقات مكثفة أو أكثر تطلبًا للموارد. بصرف النظر عن كونه أكثر جاذبية من كروم، إلا إنني لم اواجه مع فايرفوكس نفس القدر من المشكلات التي أتعرض لها مع جوجل كروم، وبشبه شكل يومي، دون مبالغة.


ثانيًا: جوجل كروم لا يقدّر خصوصيتي


حل-مشكلة-بطء-متصفح-جوجل-كروم
حل مشكلة بطء متصفح جوجل كروم

لسنوات، تبيع جوجل بياناتك لجهات خارجية من أجل استهدافك بالإعلانات، ومؤخرًا من أجل تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. لا يمكنك الهرب من نظام جوجل البيئي بأي حال من الأحوال. في حين أنه يمكنك الاستفادة من بعض ميزات حماية الخصوصية، إلا أن من مساوئ متصفح جوجل كروم أنه يقوم بتعطيل جميع تلك المزايا بشكل افتراضي، مما يعني أنك مُضطر للبحث عنها وتفعيلها يدويًا، وهو أمر لا يهتم به معظم المستخدمين، ما يترك خصوصيتهم عُرضة للمخاطر.

ومع ذلك، حتى وإن قمت بتفعيل تلك الميزات، فهل تعتقد أن جوجل ستتوقف عن جمع بياناتك؟ جوجل تعتبر بياناتك كنز لا يُقدّر بثمن بخس، ومن المستحيل أن تتخلى عن هذا الكنز بأي ثمن، حتى وإن كان هذا على حساب خصوصية مستخدميها، حتى وإن تعرضت لأي عقوبات أو غرامات مالية، والسبب هو أن مكاسبها من وراء بيع بيانات المستخدمين يعوض أي خسائر تتعرض لها من قِبل منظمات الحقوق الرقمية.

ثالثًا: مستقبل جوجل كروم غير مستقر


مستقبل-متصفح-جوجل-كروم
مستقبل متصفح جوجل كروم

في الوقت الحالي، تُجري وزارة العدل الأمريكية تحقيقًا موسّعًا بشأن قضية احتكار جوجل لسوق الإعلانات. وبناءً على قرار المحكمة، قد تضطر الشركة في النهاية لبيع المتصفح لأي شركة خارجية. قد يؤثر هذا القرار بشكل إيجابي على سمعة متصفح جوجل كروم الذي يُعرف عنه بأنه أخطبوط في جمع بيانات المستخدمين، ومع خروجه من منظومة جوجل، قد يشعر البعض بالحنين للعودة إليه مرة أخرى. لكن كل هذا يعني أيضًا أن مستقبل المتصفح غير مستقر من الناحية الفنية.

إن مصير بيع متصفح جوجل كروم يبدو حتميًا، لكننا لا نعلم على وجه اليقين من هي الشركة التي ستحظى بهذا الشرف، وهذا ما يثير قلقي – فلماذا استمر في الاستخدام والاعتماد المتواصل على منصة قد تصل إلى طريق مسدود في النهاية وتتدمر بشكل نهائي. لذلك، بدأت بالتفكير في القفز من العربة وعدم إهدار وقتي أكثر من ذلك، وأعتقد أن هذا هو التوقيت المناسب للتنفيذ.

الملخص لم أكن أتوقع يومًا أن تتفاقم مساوئ متصفح جوجل كروم حتى تدفعني للتخلص منه بهذه السرعة وبعد سنوات طويلة من الاستخدام. لسنوات، كان المتصفح الأفضل بشكل لا يُضاهى. لكن خلال السنوات الأخيرة، تسبب وجود العديد من المنافسين بشكل عام وكثرة مشاكل المتصفح بشكل خاص في زعزعة استقراره.

************************
google-playkhamsatmostaqltradent