هل يمكنك تطبيق قاعدة الخمس دقائق على هاتفك يوميًا؟
![]() |
هل يمكنك تطبيق قاعدة الخمس دقائق على هاتفك يوميًا؟ |
من المرجح أنك لم تسمع من قبل عن قاعدة الخمس دقائق على الرغم من كونها قاعدة مشهورة ومنوّط بها في عالم البيزنس والأعمال. ببساطة شديدة، تهدف قاعدة الخمس دقائق إلى حماية هاتفك من الهجمات الإلكترونية عن طريق إغلاق الهاتف تمامًا لمدة 5 دقائق يوميًا. نتفق معكم: قد تبدو قاعدة سخيفة من الناحية النظرية، لكنها تُثمر عن فوائد كثيرة، وتحد بالفعل من إصابة الهاتف بالبرامج الضارة. دعونا نوضح لكم بالتفصيل كيف من الممكن أن يساعد إغلاق الهاتف لمدة 5 دقائق يوميًا في حمايتكم من الهجمات السيبرانية.
قاعدة الخمس دقائق
في عالم الأعمال، تُعرف قاعدة الخمس دقائق باستراتيجية التغلب على المماطلة والملل للبدء في إنجاز المهام الصعبة التي يتم تأجيلها بشكل متكرر لصعوبتها أو مشقتها. الفكرة هنا هي أن تُخصص 5 دقائق من وقتك للبدء في العمل على هذه المهمة، ثم تتوقف بعدها. ومع ذلك، فإن فرصة استكمالك لهذه المهمة والاستمرار عليها حتى الانتهاء منها أصبحت وشيكة وممكنة بالفعل لأنك ستكتشف حينها أنها أصبحت أكثر سهولة مما كنت تتخيلها، وهذا بمجرد البدء في تنفيذها والتغلب على مود الكسل أو التباطؤ الذي كان ينتابك تجاهها.
أما بالنسبة للهواتف الذكية، يجب أن تعلم أن هناك هجوم خفي يهدد هاتفك دون أن تدري بشكل دائم. لذا، فإن قاعدة الخمس دقائق تهدف إلى أن تقوم بإغلاق هاتفك لمدة 5 دقائق فقط يوميًا. لكن هل هي فعّالة حقًا؟ قد تعتقد أنها سخيفة، لكنها خدعة موصي بها من قِبل مختلف أجهزة المخابرات على مستوى العالم. فمع اعتمادنا المتزايد على الهواتف الذكية في العمل والترفيه والتحدث مع العائلة والأصدقاء، ناهيك عن تخزين الكثير من حياتنا الرقمية عليها، لا يكف مجرمو الانترنت عن اكتشاف طُرقًا جديدةً للتسلل إلى هواتفنا بغرض التجسس على حياتنا أو سرقة بياناتنا أو حتى لابتزازنا. لحسن الحظ، تساعد قادة الخمس دقائق في تعقيد وتصعيب الأمور عليهم، ولو بشكل جزئي.
■ أهمية قاعدة الخمس دقائق في الهواتف الذكية
![]() |
أهمية تطبيق قاعدة الخمس دقائق على الهاتف |
يجب أن تكون على يقين أن مجرمو الانترنت مختبئين في كل مكان، ولا سيما في الأماكن التي قد لا تتخيل وجودهم فيها أبدًا، وهدفهم هو شن الهجمات الإلكترونية على أجهزتك الرقمية، سواء كانت هواتف، أجهزة لوحية، أو أجهزة كمبيوتر، وهذا لإصابة جهازك بالفيروسات والبرامج الضارة التي تخدمهم بشكل أو بآخر. لمنع حدوث ذلك أو حتى للتخفيف من حدته، يوصي رئيس الوزراء الأسترالي الجميع بإطفاء الهاتف لمدة 5 دقائق يوميًا. على الرغم من كونه أمرًا غريبًا من الناحية النظرية، إلا إنه يبدو منطقيًا من الناحية العملية.
المفهوم واضح للغاية: فمع إطفاء هاتفك، تقل فُرص إصابة هاتفك بالفيروسات أو البرامج الضارة أو التعرض لأي هجمات إلكترونية من أي نوع. قد تفعل ذلك وأنت في مترو الأنفاق، على متن الطائرة، أو أثناء الجلوس في المقهى، وهي بالفعل بعض الأماكن التي عادةً ما يتواجد فيها مجرمو الانترنت لاصطياد ضحاياهم.
فمع إغلاق هاتفك بشكل كامل، يقل خطر الإصابة بالهجمات الإلكترونية. بالإضافة إلى ذلك، فحتى وإن كان هاتفك مُصاب بالفعل ببعض الفيروسات، فهي لن تكون نشيطة خلال هذه المهلة الزمنية القصيرة، مما يعني أنها خاملة ولا تستطيع أن تؤذيك بأي حال من الأحوال. بالتأكيد قاعدة الخمس دقائق لن تكون كافية لاستعادة نظافة جهازك، وقد تضطر للجوء إلى بعض برامج مكافحة الفيروسات الموثوقة للتخلص من جميع البرامج الضارة.
ومع ذلك، وإن كان بشكل مؤقت، فإن إيقاف الهاتف يعني تعطيل نظام التشغيل، مما قد يحد من الإصابة بالهجمات الإلكترونية. هذه هي نفس النصيحة التي قدمتها وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA) منذ بضع سنوات، عندما أوصت بضرورة عمل إعادة تشغيل للهاتف مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا.
في الواقع، إن إغلاق الهاتف أو إعادة تشغيله بين الحين والآخر تساعد في إصلاح العديد من الأخطاء والمشاكل لأنها تسمح للذاكرة العشوائية بالتخلص من جميع العمليات المحفوظة بداخلها، كما وتسمح بمسح جميع العمليات الموجودة أيضًا في ذاكرة التخزين المؤقت للنظام. فحتى وإن لم يكن من أجل حماية هاتفك من الهجمات الإلكترونية، فسيكون على الأقل لاستعادة أداؤه وسرعته للتعامل مع التطبيقات والمهام اليومية بشكل أفضل. بمعنى آخر: إن لم تربح شيئًا، فلن تخسر أيضًا أي شيء على الإطلاق.
لكن في الحقيقة إغلاق الهاتف لمدة 5 دقائق يُثمر عن فوائد كثيرة في حال كان هناك أحد اللصوص الذين يتربصون بك من مكان قريب للتسلل إلى جهازك بإحدى طرقهم الخاصة. ومع تزايد الهجمات الإلكترونية، يتفق معظم خبراء الأمن السيبراني على أهمية وضرورة القيام بهذا الإجراء يوميًا.
حتى إعادة تشغيل الراوتر هي عملية بسيطة للغاية ولا تحتاج إلى أي خبرة تقنية، ومع ذلك، فهي تسهم في تحسين أمان الشبكة. والأمر سيان بالنسبة للهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، فمع إغلاقها لمدة 5 دقائق، يتم تثبيط نشاط الفيروسات وتقل فُرص التعرض للهجمات الإلكترونية.
■ هل هي مفيدة حقًا؟
![]() |
ما فائدة قاعدة ال 5 دقائق على الهاتف |
إن تطبيق قاعدة الخمس دقائق على الهواتف الذكية، سواء عن طريق إعادة تشغيل أو إغلاقها لبضع دقائق ليست حلولًا سحرية للتخلص من الفيروسات التي أصابتها. معظم الفيروسات تجد طريقها لتستقر في نظام التشغيل، وهي لن تختفي ولن تذهب إلى أي مكان آخر لمُجرد إغلاق الهاتف لبرهة من الوقت. بالرغم من ذلك، فإن تعطيل نظام التشغيل بالكامل لفترة من الوقت يحد من نشاط هذه التهديدات وقدرتها على الوصول إلى خدمات النظام دون علمك.
لكن يجب أن تتخذ العديد من التدابير الأمنية لحماية جهازك والتصدي لمثل هذه النوعية من التهديدات بشكل أكثر صرامة. فلابد من تعيين رقم سري لفتح الهاتف، عدم تنزيل التطبيقات إلا من المتاجر الرسمية، تفعيل التحقق بخطوتين متى كان أمرها ممكنًا، تحديث النظام والتطبيقات بصورة منتظمة، وتشغيل مكافح فيروسات على النظام في حال كنت تزور أي نوع من مواقع الويب المشبوهة.
■ نصائح إضافية قد تصنع فرقًا
![]() |
كيف تحمي هاتفك من الهجمات الإلكترونية |
قد تفيد قاعدة الخمس دقائق ولا تؤثر عليك سلبًا طالما كانت مرة واحدة يوميًا، لكن ما فائدتها إذا قمت بالنقر على أي رابط ملغوم أو قمت بتحميل تطبيقات من مصادر مشبوهة بمجرد إعادة تشغيل هاتفك؟ لذا، هناك بعض العادات الإيجابية التي يتعين عليك اتباعها لحماية جهازك:
- يُستحسن إغلاق التطبيقات التي تعمل في الخلفية بمجرد الانتهاء من استخدامها.
- إيقاف تشغيل خدمات الاتصالات اللاسلكية (الواي فاي والبلوتوث) في حالة عدم الحاجة إليها.
- لا تثق في إعلانات الجوائز والمكافئات وتنزيل التطبيقات من خارج متجر جوجل بلاي.
- تحديث النظام والتطبيقات بانتظام.
- مراجعة أذونات التطبيقات وتقييد وصولها إلى الخدمات التي لا تعد ضرورية أثناء استخدامك لها.
الخلاصة | قد تبدو قاعدة الخمس دقائق مُضحكة أو سخيفة لمعظم الناس، لكنها بسيطة للغاية بقدر ما هي فعّالة وذات تأثير حقيقي. ربما لن تجعل هاتفك مُدّرع أو حصنًا منيعًا أمام الهجمات الخطيرة، لكنها تهدف إلى تعقيد الأمور أمام التهديدات الصامتة التي تستغل بقاء هاتفك مفتوحًا بشكل أساسي. فإذا كنت تعتقد أن بياناتك تستحق أن توليها أكبر قدر من الاهتمام، فلن تندم ولن تخسر شيئًا إذا بدأت في اتباع هذه القاعدة من اليوم فصاعدا.
اقرأ المزيد: كيف تحمي نفسك من هجمات التصيد الاحتيالي؟
************************