حل مشكلة ارتفاع درجة حرارة البروسيسور وتهنيج الكمبيوتر
 |
| حل مشكلة ارتفاع درجة حرارة البروسيسور وتهنيج الكمبيوتر |
سنفترض أنك قمت بفعل كل شيء بشكل صحيح في جهازك، من تحسين التهوية وتنظيف الجهاز من الغبار، إلى وضع المعجون الحراري بشكل سليم وتركيب المبرد بإحكام، وحتى زيادة عدد مراوح التبريد في صندوق الحاسب، ومع ذلك، لا تهنأ بقليل من راحة البال بسبب مشكلة ارتفاع درجة حرارة البروسيسور، وخاصةً في حالات الضغط الشديدة. في هذه الحالة، لدينا بعض الإجراءات التي يُمكن القيام بها لحل مشكلة ارتفاع درجة حرارة البروسيسور في جهازك دون الحاجة لإنفاق أي مصاريف إضافية على أساليب التبريد أو تغيير صندوق الحاسب.
مشكلة ارتفاع درجة حرارة البروسيسور
يجب أن تعرف شيئًا قبل أن تُدخل نفسك في متاهة لا بداية منها ولا نهاية لها: أغلب المعالجات المركزية الحديثة متعطشة للطاقة بشراهة كبيرة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع حرارتها في حالات الضغط الشديدة، وهو سيناريو طبيعي، خاصةً إذا لم يكن لديك مُبرد احترافي، سواء كان تبريدًا هوائيًا أو مائيًا. لكن الأكثر أهمية هو أنه من الضروري أن تعرف ما هي درجة حرارة المعالج الطبيعية التي لا يجب تجاوزها. فإذا كانت الحرارة القصوى للمعالج الخاص بك هي 100C، فلا داعِ للقلق من وصول المعالج إلى 80C ~ 90C لأن أغلب رقائق السيليكون الحديثة مُجهّزة للعمل في ظروف حرارة مرتفعة، وتستطيع التعامل مع هذه الحرارة بصورة طبيعية.
بالرغم من ذلك، فمن الأفضل ألا يستمر المعالج في العمل تحت هذه الظروف لفترات زمنية طويلة لأنها قد تؤثر على عمره الافتراضي على المدى الطويل من الاستخدام. الأمر الآخر هو أن معظم المعالجات المركزية تتعرض للاختناق الحراري مع ارتفاع حرارتها إلى الحدود القصوى، مما قد يؤدي إلى اختناق أدائها وعدم قدرتها على العمل بأقصى طاقتها. بمعنى آخر، لا يجب أن تُشكّل درجة حرارة المعالج مصدر إزعاج بالنسبة لك طالما كانت داخل النطاق الآمن المسموح به من الشركة المُصنعة. ومع ذلك، إذا كنت تكره رؤية المعالج الخاص بك وهو يتعرّض لدرجة حرارة مرتفعة، فإليك أهم الإعدادات التي يجب تغييرها في BIOS اللوحة الأم من أجل حل مشكلة ارتفاع درجة حرارة البروسيسور بشكل نهائي، حتى وإن كنت غير قادر على شراء مبرد احترافي وعالِ الجودة.
■ أولاً: قم بتعطيل خاصية MCE / PBO
 |
| حل مشكلة حرارة معالج Intel |
قد يطول الحديث عن خاصية Precision Boost Overdrive من AMD وما يقابلها لدى شركة Intel باسم Multicore Enhancement. سمحت هذه الخصائص للشركات المُصنعة للوحات الأم بإطلاق العنان للمعالجات المركزية لكي تعمل بأقصى طاقتها في حالات الضغط الشديدة. فبدلاً من اعتماد المعالج على تقنية “Turbo Boost” التقليدية التي من شأنها زيادة سرعات التردد تلقائيًا في سيناريوهات محددة ولفترات زمنية قصيرة، تعمل هذه الخصائص على تشغيل المعالج بأقصى طاقته، واستهلاك مقدار الطاقة القصوى لتعزيز سرعات جميع النوى للعمل بالتساوي في نفس الوقت.
من المؤكد أنك عاصرت إحدى الأخبار التقنية التي تحدثت عن احتراق بعض منصات Ryzen في الفترة الأخيرة مع لوحات من شركة ASRock و ASUS وربما بعض اللوحات الأخرى. يجب أن تعلم أن المشكلة ليست في المعالج، وليست في اللوحة الأم، وإنما في خصائص تعزيز الأداء التي يتم تفعيلها افتراضيًا بالمصنع لإطلاق العنان للمعالج بالعمل بأقصى طاقته وقتما يشاء دون توخي الحذر من استهلاك نسب أكبر من الجهد "الفولت".
سواء كنت تمتلك معالج AMD أو Intel وتعاني من مشكلة ارتفاع درجة حرارة البروسيسور إلى 90C أو أعلى، فهذا لأن خاصية "تعزيز أداء المعالج" قيد التشغيل افتراضيًا داخل الــ BIOS. يجب أن تبحث عن هذه الخاصية داخل الــ BIOS وتقوم بتعطيلها فورًا إلى أن تقوم بشراء نظام تبريد احترافي وعالِ الجودة يستطيع أن يتحمل الجهد الإضافي. في الحقيقة، إن كسر السرعة اليدوي أفضل كثيرًا من تفعيل خاصية PBO / MCE لأنك في الحالة الأولى تتحكم في الحد الأقصى من الفولت المسموح للمعالج.
باختصار شديد، قم بالبحث عن هذه الخاصية داخل البيوس، والتي يختلف اسمها من لوحة أم لأخرى حسب الطراز والشركة المُصنعة، وقم بتعطيلها فورًا. فعلى سبيل المثال إذا كنت تمتلك معالج Core I5 / Ryzen 5، فلن يتعدى استهلاك المعالج لمقدار 65 وات في حالات عبء العمل، وهذا المقدار أفضل كثيرًا من وصول المعالج إلى أكثر من 100 وات بدون امتلاك نظام تبريد عالِ الجودة.
■ ثانيًا: تفعيل وضع Eco Mode / Power Limit
 |
| حل مشكلة الحرارة لكل المعالجات الحديثة |
الخيار الثاني مرتبط بالخيار الأول إلى حد كبير. فإذا قمت بتفعيل وضع Eco Mode في منصات AMD، فلن يتجاوز استهلاك المعالج المركزي لمقدار الطاقة الحرارية الافتراضي للمعالج، والذي عادةً ما يكون 65 وات في أغلب معالجات الفئة المتوسطة. على الرغم من أن وضع الطاقة المنخفضة “Eco Mode” قد يؤثر سلبًا على الأداء، إلا إنه نادرًا ما يكون ملحوظًا بشكل كبير في استخدامات العالم الحقيقي.
ومع ذلك، تخيل أن تقوم بتقليل استهلاك المعالج من 105 وات إلى 65 وات، فحينها ستنخفض درجة حرارة المعالج المركزي بشكل كبير جدًا. هذه إحدى أهم الخصائص التي تجعل جهاز الكمبيوتر يستهلك مقدارًا أقل من الطاقة دون التأثير سلبًا على الأداء بشكل كبير.
أما في معالجات Intel، فإن مستويات Power Limit 1 و Power Limit 2 تفعل الشيء نفسه. يُمكنك الدخول إلى الــ BIOS والتعديل في هذه القيم ومراجعة الأداء في كلتا الحالتين ومقارنةً فرق درجات الحرارة التي يصل إليها المعالج في الحالتين. تأكد أنك لن تخسر أي شيء من ذروة الأداء الممكنة للمعالج، إلا أنك ستصنع معروفًا كبيرًا في المعالج وفي جهاز الكمبيوتر بالكامل بشكل عام.
اقرأ أيضًا: حل مشكلة انطفاء الكمبيوتر بعد تشغيله بثواني
■ ثالثًا: تقنين جهد "فولت" المعالج (Undervolting)
 |
| افضل الطرق لخفض حرارة المعالج |
إذا أردت القضاء على مشكلة ارتفاع درجة حرارة البروسيسور بشكل نهائي، ولم تنجح معك أيًا من المحاولات السابقة، فلم يعد متبقِ أمامك سوى الخيار الأفضل على الإطلاق، وهو عمل “Undervolting” للمعالج، أي تقوم بخفض "الفولت" للمعالج المركزي. هذه طريقة رائعة – وعن تجربة شخصية – لكبح جماح المعالج، سواء المركزي أو الرسومي. لكن يجب أن تقرأ بعض المقالات أو تتطلع على بعض الشروحات لتنفيذ هذه العملية بشكل صحيح. الفكرة هنا هي تقليل جهد المعالج دون تقليل تردداته.
معظم برامج الــ BIOS تقوم بتعيين قيم مرتفعة من "الفولت" بشكل مبالغ فيه للمعالج المركزي أو حتى الرسومي بدون أي داعِ. فستجد على سبيل المثال أن هناك بعض المعالجات التي يُمكنها الوصول إلى 1.5V، بينما تستطيع بعض المعالجات الرسومية الوصول إلى 1.25V، وربما أعلى من ذلك. المشكلة هنا هي أن المعالجات لا تحتاج حقًا إلى هذه القيم المرتفعة. ومع ذلك، إن هدف الشركات المُصنعة ضبط الفولت على أعلى القيم لفتح الباب أمام المستهلكين أمام عمليات كسر السرعة.
معظم المستخدمين لجأوا إلى حيلة "تقليص الجهد" أو “Undervolting” للتغلب على مشكلة ارتفاع درجة حرارة البروسيسور، وشخصيًا كنت واحدًا منهم لعدم امتلاكي لنظام تبريد عالِ الجودة. من حسن الحظ أن عمل Undervolting للمعالج لا يؤثر على الإطلاق على أداء المعالج، لكنه يلعب دورًا حاسمًا في خفض حرارته.
في بعض الحالات، قد تضطر إلى تقنين الترددات قليلًا للوصول إلى الاستقرار، لكنها حالات نادرة جدًا. لكن مرة أخرى، يجب أن تقرا عن هذه العملية لأنها شبيهة بعمليات كسر السرعة.
■ رابعًا: تشغيل وضع CPU Lite Load
 |
| كيفية خفض درجة حرارة المعالج |
إذا كنت تواجه صعوبة في التعديل على الفولت يدويًا، فإن وضع CPU Lite Load في منصات Intel يسمح لك بخفض جهد الفولت تلقائيًا بناءً على إعدادات محددة داخل الــ BIOS. بمعنى آخر، هذه الخاصية تُمكّنك من خفض الجهد “Undervolting” بصورة آلية بدلاً من تخفيض الجهد يدويًا بنفسك.
فإذا كنت تخشى من عدم استقرار النظام أو مواجهة أي مشاكل أثناء عمل “Undervolting” للمعالج، فقم بتفعيل وضع CPU Lite Load من إعدادات "كسر السرعة" داخل الــ BIOS واختر أكثر من مستوى واحد. معظم المستخدمين وجدوا أن تفعيل وضع CPU Lite Load أثمر عن فوائد كثيرة لحل مشكلة ارتفاع درجة حرارة البروسيسور. ومع ذلك، يجب أن تختبر استقرار أداء الكمبيوتر مع كل مستوى تقوم بتعيينه.
الخلاصة | إن الحد من مقدار الطاقة التي يستهلكها للمعالج لا يسهم في تقنين مقدار الطاقة فحسب، وإنما يساعد في خفض درجات الحرارة أيضًا، ليس فقط للمعالج المركزي، ولكن أيضًا لمكونات الكمبيوتر الأخرى، وخاصةً دائرة وحدة تنظيم الطاقة VRM الخاصة باللوحة الأم. الخبر السار هو أن جميع الخيارات المدرجة في هذه المقالة لا تؤثر بشكل كبير على الأداء العام في استخدامات العالم الحقيقي، على الرغم من أنه من المتوقع أن يكون لها تأثيرًا أثناء اختبار الأداء في برامج الــ Benchmarking المُخصصة لاختبار سرعة جهاز الكمبيوتر، كمثال على برنامج Cinebench 2024. فيما عدا ذلك، لن تشعر بأي اختلاف في أداء جهازك.
ومع ذلك، فإن الفوائد التي ستتحصل عليها كبيرة للغاية بفضل خفض حرارة جهازك وتقنين استنزافه للطاقة بدون مبرر. من الفوائد الأخرى لحل مشكلة ارتفاع درجة حرارة البروسيسور هو أن مراوح الكمبيوتر لن تضطر إلى العمل بسرعاتها القصوى، مما يمنحك المزيد من الهدوء والراحة أثناء العمل أو اللعب لأن المراوح لم تعد مُضطرة إلى تبديد حرارة ناتجة عن استهلاك مرتفع للغاية من الطاقة.
اقرأ المزيد: كيفية التحكم في سرعة مروحة المعالج
**************************