كيفية اختيار الرامات المناسبة للجهاز من أجل العمل أو اللعب
![]() |
كيفية اختيار الرامات المناسبة للجهاز من أجل العمل أو اللعب |
على عكس ما هو شائع أو مُتعارف عليه في عالم الهاردوير، فإن النوع أو الخصائص أهم كثيرًا من الكمية. قِس هذا الأمر على أي قطعة هاردوير في جهاز الكمبيوتر الخاص بك، بدءًا من مراوح التبريد وحتى خصائص حلول التخزين، فما بالك إذا كنا نتحدث عن الرامات؟ ومقال اليوم عبارة عن دليل يوضح كيفية اختيار الرامات المناسبة للجهاز من أجل العمل أو الألعاب.
كيفية اختيار الرامات المناسبة للجهاز
من أسوأ القرارات التي يستمر لاعبو الكمبيوتر المبتدئين في اتخاذها حتى الآن هي الاهتمام بحجم أو سعة أو كمية الرامات على حساب السرعات والخصائص الأخرى. فتُفاجأ ببعض المستخدمين الذين يعتقدون أنه قد حان الوقت لشراء رامات بسعة 64 جيجابايت من أجل الألعاب، غافلين تمامًا عن المعايير الرئيسية الأخرى التي تلعب دورًا حاسمًا في تمييز مستويات أداء الكمبيوتر، مثل نوع الرامات، سرعات التردد، زمن الاستجابة، وحتى جهد الفولت الذي يؤثر بشكل مباشر على العمر الافتراضي لشرائح الذاكرة.
صحيح أن السعة الإضافية في حجم الرامات لن تضر بجهازك، لكن يبقى السؤال الأهم هو لماذا تُهدر أموالك على شيء لن تستفيد منه خلال دورة حياة الكمبيوتر أثناء استخدامك له. فهناك حالات شائعة لعدد كبير من المستخدمين في الماضي الذين قاموا بشراء 32 جيجابايت من رامات DDR4 بينما كان الحد الأقصى من السعة المطلوبة للألعاب حتى وقت قريب لا يتعدى 16 جيجابايت، والذين قاموا ببيع أجهزتهم للترقية إلى DDR5 دون أن يستفيدوا من السعة الإضافية للرامات التي كانت متاحة في أجهزتهم.
من المهم ملاحظة أننا لا نقول أن السعة الإضافية من الرامات ليست ضرورية دائمًا، لكنها حقًا غير ضرورية إذا لم تكن مطلوبة لاستخداماتك. من حسن الحظ، أن الخيارات المتاحة حاليًا في السوق لا تخرج عن DDR4 و DDR5. فتعالوا بنا نتعرف على كيفية اختيار الرامات المناسبة للجهاز سواء من أجل الألعاب أو من أجل الأعمال من كلا النوعين المتوفرين.
■ كيفية اختيار الرامات المناسبة للجهاز من نوع DDR4
![]() |
دليل شراء رامات الكمبيوتر |
كانت رامات DDR4 هي المعيار السائد في نطاق الذاكرة العشوائية قبل أن تأتي رامات DDR5 لتحل ملحها. ومع ذلك، لا تزال رامات DDR4 منتشرة ومتاحة على نطاق واسع لدعم العديد من المعالجات المركزية واللوحات الأم لها حتى الآن. صحيح أنه من الممكن العثور على بعض المنصات التي لا تزال تعمل برامات DDR3، لكنها أصبحت خيارًا نادرًا وغير موثوقًا، خاصةً إذا كنت تحاول تجميع كمبيوتر جديد للألعاب يصلح للترقية في المستقبل. لذلك، إذا كنت مُقبل على تجميع كمبيوتر للألعاب بميزانية محدودة، فلا تتنازل عن منصة تدعم رامات DDR4. وفيما يلي نتعرف على أبرز خصائصها:
سرعة التردد: تعمل ذواكر DDR4 بسرعات تتراوح من 2133MHz إلى 3200MHz، مع إمكانية وصول بعض الطرازات إلى 4800MHz مع عمليات كسر السرعة، مما يضمن العمل بسرعات أعلى وإنجاز المهام التي تعتمد على المعالج المركزي بشكل أسرع وخلال فترات زمنية أقل.
التوافق: تتوافق رامات DDR4 مع عدد كبير جدًا من المنصات. والمقصود بكلمة "المنصات" هي شرائح Chipsets اللوحات الأم. ومع ذلك، يجب التأكد من توافقها مع اللوحة الأم بشكل خاص. فعلى سبيل المثال، معالجات الجيل الرابع عشر من Intel تدعم كلا النوعية: DDR4 و DDR5. لكن لا تدعم أي لوحة أم كلا النوعين معًا. فإذا كنت تريد شراء رامات DDR4 لكونها أرخص ثمنًا نسبيًا، فيجب أن تتأكد أن اللوحة الأم متوافقة مع رامات DDR4 أيضًا، لكن جميع معالجات الجيل الرابع عشر متوافقة بالفعل مع كلا النوعين. لذلك، اختيار المعالج المركزي لا يشكل مصدر إزعاج بقدر اللوحة الأم ونوع الرامات. في الأجيال الأخيرة من المعالجات المركزية لكلٍ من AMD و Intel، توقف دعم DDR4، واقتصر الأمر على رامات DDR5 فقط.
الجهد/استهلاك الطاقة: تعمل رامات DDR4 بجهد قد يتراوح من 1.2V إلى 1.5V. هذا لا يعني أنها تستهلك مقدار أقل من الطاقة مقارنةً برامات DDR3 فحسب، وإنما هي أيضًا تولد مقدارًا أقل من الحرارة أثناء العمل بطاقتها القصوى، مما يساعد في إطالة عمرها الافتراضي.
السعة/الكمية: بفضل كثابة شرائح الذواكر العالية، ستجد رامات DDR4 بسعات تخزين تبدأ من 8 جيجابايت وتصل إلى 32 جيجابايت. كما توجد وحدات بسعة تصل إلى 64 جيجابايت أيضًا، على الرغم من إنها ليست مُخصصة للاستخدام المنزلي.
زمن الوصول: تشير قيمة CAS Latency أو CL أو زمن الوصول إلى عدد دورات التردد التي تستغرقها الرامات من أجل الاستجابة لطلبات المعالج المركزي. في رامات DDR4، يتراوح زمن الوصول من CL14 إلى CL18. وكلما كان الرقم أقل، كلما كانت الرامات أسرع في الاستجابة.
■ كيفية اختيار الرامات المناسبة للجهاز من نوع DDR5
![]() |
ازاي تختار الرامات الصح لجهازك |
تعد رامات DDR5 بمثابة نقلة نوعية في السرعة والكفاءة مقارنةً برامات DDR4، وهي الجيل الأحدث والمعيار الحالي للذاكرة العشوائية على منصات أجهزة الكمبيوتر الاستهلاكية والخدمية. صُمّمت رامات DDR5 لتلبية التطور السريع الذي تشهده أجهزة الكمبيوتر في السنوات الأخيرة، مع الوضع بالاعتبار متطلبات المجالات الأكثر تطلبًا للموارد، مثل الألعاب، تحرير الفيديو، تدريب الذكاء الاصطناعي، والتصميم ثلاثي الأبعاد. وتتمثل خصائصها الرئيسية في كل مما يلي:
سرعة التردد: تتراوح سرعة تردد رامات DDR5 من 4800MHz إلى 6400MHz كحد أقصى، مع إمكانية تشغيل بعض الطرز بسرعة تصل إلى 8400MHz مع حالات كسر السرعة، مُعتمدة على قناتين فرعيتين بدقة 32-bit بدلًا من قناة فرعية واحدة بدقة 64-bit، مما يتيح نقل البيانات خلال فترات زمنية أقل.
التوافق: كما هو الحال مع ذواكر DDR4 و DDR3 من قبلها، فإن رامات DDR5 متوافقة مع عدد محدد من المنصات في الوقت الحالي. لا توجد لوحة أم متوفقة مع نوعين مختلفين من الرامات نظرًا لاختلاف عدد السنون وأماكن الفتحات لقطع الرامات. فإذا كنت تخطط لشراء رامات DDR5، فيجب أن تتأكد من توافق اللوحة الأم مع نفس نوع الرامات، حتى وإن كنت مُتوجه لشراء معالج مركزي يدعم كلً من DDR4 و DDR5.
الجهد/استهلاك الطاقة: لقد أرست رامات DDR5 معيارًا جديدًا في الكفاءة بفضل استهلاكها المنخفض للطاقة، إذ تعمل هذه الذواكر بجهد 1.1V فقط. وعلى عكس رامات DDR4، فإن رامات DDR5 تتضمن ما يُسمى بــ "وحدة إدارة الطاقة المتكاملة" أو “PMIC” المسؤولة عن إدارة الطاقة وسلامة الإشارة، والتي كانت من مسؤولية اللوحات الأم في الماضي.
السعة/الكمية: بفضل كثافتها الأعلى، من السهل العثور على وحدات فردية بسعات تخزين هائلة تصل إلى 128 جيجابايت. ومع ذلك، فمن الشائع العثور على وحدات مزدوجة أو رباعية بسعة تبدأ من 8/16 جيجابايت للقطعة الواحدة.
زمن الوصول: كلما تفوقت الرامات في سرعات التردد، كلما تأخرت في زمن الوصول، فهذا هو منطق عمل الرامات. فعلى عكس رامات DDR4 التي قد يصل الحد الأقصى من زمن وصولها إلى CL18، فيتراوح زمن الوصول في رامات DDR5 من CL32 ويصل إلى CL40، ما يجعلها أبطأ من رامات DDR4 في زمن الوصول وانتقال البيانات. لكن بفضل سرعات التردد الأعلى التي تتراوح من 4800MHz إلى 6400MHz، فهي لا تزال قادرة على تحقيق أداء أفضل قليلًا من رامات DDR4.
■ كيف تؤثر الرامات على أداء الكمبيوتر؟
![]() |
دليلك لفهم أنواع الرامات وكيفية اختيار ما يناسبك |
بعد أن تعرفنا على فرق الخصائص بين نوعي الرامات DDR4 و DDR5، نصل الآن إلى محور هذا الموضوع وهو كيفية اختيار الرامات المناسبة للجهاز اعتمادًا على نوع الاستخدام.
إذا كنت تستخدم الكمبيوتر للعمل اليومي البسيط مثل تصفح الويب، مشاهدة وبث الفيديوهات، الدردشة، مكالمات الفيديو، تنزيل المحتوى، أو حتى الألعاب الخفيفة. فإن السرعة تأتي في المرتبة الثانية خلف السعة والكمية. فإذا كنت شخصًا يفتح العديد من علامات التبويب أثناء التصفح، فإن الحاجة إلى سعة الرامات الأكبر أهم من السرعة، ولا يزال بإمكانك الاكتفاء برامات DDR4، مع الوضع بالاعتبار أن اختيار رامات DDR5 لن يعود عليك بفائدة كبيرة طبقًا لاستخداماتك السابقة.
أما إذا كنت تستخدم الجهاز في مهام تحرير فيديوهات 4K أو التصميم ثلاثي الأبعاد، فيجب الترقية إلى رامات DDR5 لأنها توفر سرعات تردد أعلى، مما يضمن تقليل الأوقات المطلوبة لإنجاز المهام المكثفة.
أما بالنسبة لألعاب الفيديو، فإن الاختلاف الحقيقي بين رامات DDR4 و DDR5 يظهر بوضوح أثناء اللعب على دقة 1080p، ولا سيما مع ألعاب الرماية من منظور الشخص الأول وألعاب الرياضات الإلكترونية، حيث تستطيع رامات DDR5 مساعدتك في تحقيق عدد أكبر من معدل الإطارات في الثانية FPS، مما قد يمنحك ميزة تنافسية حاسمة على أعدائك.
بالرغم من كل ما قد قيل، وعلى الرغم من أن الرامات جزءًا حيويًا من مكونات الكمبيوتر، إلا إنه من غير المنطق اعتبارها أساسًا لتحقيق وزيادة معدل الإطارات في الثانية، إذ تلعب الرامات كوسيط بين المعالج المركزي والبطاقة الرسومية. ففي حين أن سرعات التردد الأعلى قد تزيد قليلًا من معدل الإطارات، إلا أن السعة الكافية منها هو أكثر ما يهمك للاستمتاع بتجربة لعب سلسة في الألعاب القصصية.
فإذا لم تتوفر السعة الكافية من الرامات لجهاز الكمبيوتر، فسوف يبدأ النظام في الاعتماد على الهارد كخيارًا بديلًا، وهو خيار أبطأ كثيرًا من الرامات، بصرف النظر عن نوع وحدة التخزين سواء كانت من النوع الميكانيكي أو الصلبة، مما قد يؤثر بشكل سلبي جدًا على الأداء وانهيار معدل الإطارات.
إذا كنت تخطط لتجميع كمبيوتر للألعاب، فيجب أن تسعى لشراء رامات بسعة لا تقل عن 16 جيجابايت كحد أدنى، مع الاستعداد للترقية إلى 24 أو 32 جيجابايت في أقرب فرصة ممكنة لمواكبة متطلبات الألعاب المستقبلية. يعد تردد الذاكرة “Frequency” أمرًا في غاية الأهمية أيضًا لتوفير عدد أكبر من الإطارات في الثانية، وخاصةً مع دقة 1080p، لكن تتلاشى هذه الأهمية تدريجيًا كلما قمنا باللعب على دقة أعلى.
يعتمد الأمر أيضًا على عوامل أخرى، مثل محركات الجرافيك المُستخدمة في تطوير اللعبة ومدى تحسين اللعبة للاستفادة من سرعات التردد الأعلى. ومع ذلك، يظل تأثير فرق سرعات تردد الرامات شبه معدومًا في معظم الأحوال، بينما تبقى السعة الكافية والمناسبة منها هي العامل الحاسم للاستمتاع بتجربة لعب متوازنة وسلسة.
في الختام | تعتمد كيفية اختيار الرامات المناسبة للجهاز على نوع وطبيعة استخدامك للكمبيوتر كما شرحنا في هذا الدليل. فإذا كانت ميزانيتك محدودة في الوقت الحالي، لكنك تهدف إلى ترقيته بعد عام أو عامين، فإن الاستثمار في رامات DDR5 هو الخيار الصائب. على الرغم من أن رامات DDR4 تؤدي بشكل جيد جدًا مع أغلب المنصات، ولا تفرق كثيرًا عن رامات DDR5 في الأداء (معظم الأحوال)، إلا إننا نعتقد أن اختيار رامات DDR4 لم يعد مجديًا من الناحية الاقتصادية في الوقت الحالي، خاصةً مع تشابه أسعار كلا النوعين مع بعضهما البعض. بالإضافة إلى ذلك، فإن أسعار اللوحات الأم المتوافقة مع رامات DDR5 مماثلة تقريبًا لأسعار اللوحات المتوافقة مع رامات DDR4.
***************************