متى تتسبب اللوحات الأم القديمة في عنق الزجاجة واختناق الأداء؟
![]() |
| متى تتسبب اللوحات الأم القديمة في عنق الزجاجة واختناق الأداء؟ |
نظرًا لارتفاع أسعار مكونات الهاردوير والأزمات المتتالية التي يشهدها هذا السوق في الفترة الأخيرة، من الطبيعي أن يُفكّر معظمنا بمبدأ الاكتفاء الذاتي ومواصلة استخدام نفس المكونات التي نمتلكها لسنوات أطول. لكن من أجل تمديد دورة حياة الكمبيوتر، قد نضطر إلى ترقية عدد محدود من المكونات دون تغيير الجهاز بالكامل، ومن أهم هذه المكونات كارت الشاشة باعتباره الجزء المسؤول عن الأداء الجيد في الألعاب وبرامج الرسومات وتحرير الفيديو. لكن هل الاستثمار في إحدى كروت الشاشة الحديثة قرارًا خاطئًا إذا قمنا بتركيبه على لوحة أم قديمة؟ دعونا نناقش متى تتسبب اللوحات الأم القديمة في عنق الزجاجة واختناق الأداء.
تتسبب اللوحات الأم القديمة في اختناق الأداء
خلال فترة زمنية قصيرة، شهد قطاع الهاردوير طفرة غير مسبوقة في ترقية بعض الجوانب الأساسية المسؤولة عن تحسين الأداء، وانتقلنا من معيار PCIe 3.0 إلى PCIe 4.0 ثم إلى PCIe 5.0. ومع ذلك، لا يزال هناك عدد كبير من المستخدمين الذين يستخدمون لوحات أم قديمة بمعيار PCIe 3.0، ولا يمتلكون الميزانية الكافية للترقية سوى لشراء كارت شاشة جديد أو ربما مع مزود الطاقة الكافِ لمتطلبات البطاقة الرسومية الجديدة الأكثر قوة.
بعد ذلك، تجدر الإشارة أيضًا إلى أن دعم اللوحات الأم القديمة يقتصر على ذواكر DDR3، بينما تتوفر الآن لوحات DDR4 و DDR5. من الناحية النظرية، ليس من المفترض أن يُسبب غياب دعم إحدى المعايير الحديثة نسبة كبيرة من عنق الزجاجة، لكن عندما تفتقر المنصة لجميع التقنيات الأحدث المسؤولة عن تحسين الأداء، فمن المتوقع أن تتسبب اللوحات الأم القديمة في عنق الزجاجة واختناق الأداء مع بعض طرازات كروت الشاشة الحديثة. في هذا الدليل، نُجيب على السؤال الشائك الذي يُرهق أغلب الأشخاص المقبلين على ترقية أجهزتهم الشخصية: متى تتسبب اللوحات الأم القديمة في عنق الزجاجة مع كروت الشاشة الحديثة؟
■ متى تصبح منافذ PCIe 3.0 مشكلة للأداء؟
![]() |
| هل لابد من ترقية اللوحة الأم مع كروت الشاشة الحديثة |
تعتمد البطاقات الرسومية على بروتوكول PCIe لنقل البيانات بين المعالج المركزي واللوحة الأم ووحدات التخزين. على الرغم من أننا نُعاصر حاليًا معيار PCIe 5.0 من هذا الناقل الترددي، إلا إنه لا توجد حتى الآن بطاقة رسومية قادرة على تحقيق الاستفادة الكاملة من السرعة القصوى لعرض النطاق الترددي بمعيار PCIe 4.0.
ولقد قامت العديد من مواقع الهاردوير بعمل اختبارات متعددة للتحقق من نسبة عنق الزجاجة التي يتسبب فيها منفذ PCIe 3.0 مع البطاقات الرسومية الحديثة. تبيّن من خلال هذه المراجعات أن نسبة عنق الزجاجة بالكاد تصل إلى 4% في عدد محدود من السيناريوهات. هذا يعني، من الناحية العملية، أنه لا توجد مشكلة في الجمع بين بطاقة رسومات PCIe 5.0 ولوحة أم PCIe 3.0. لكن مع منفذ PCIe 4.0، تبيّن أنه لا يوجد أي اختلاف على الإطلاق بينه وبين منفذ PCIe 5.0.
ومع ذلك، تزداد حدة المشكلة وتظهر نسبة عنق الزجاجة بوضوح، والتي قد تصل إلى 10% في بعض الحالات، عندما يواجه النظام عجز في سعة ذاكرة الفيديو بالبطاقة الرسومية على منفذ PCIe 3.0. فعلى سبيل المثال إذا كنا نمتلك بطاقة رسومات PCIe 4.0 مثل RX 6700 وقمنا بتركيبها على لوحة أم قديمة بمنفذ PCIe 3.0، فلن يتسبب هذا المنفذ في عنق زجاجة للبطاقة إلا في حالة واحدة، وهي عندما تبدأ اللعبة في طلب سعة أكبر من ذاكرة الفيديو رام، وخاصةً إذا كانت البطاقة الرسومية متصلة بمنفذ PCIe 3.0 X8، وهو عادةً منفذ كارت الشاشة الثاني في اللوحة الأم. لكن إذا قمنا بتركيب كارت شاشة PCIe 4.0 أو حتى PCIe 5.0 في منفذ PCIe 3.0 X16، فلن تتسبب مشكلة نقص ذاكرة الفيديو رام في مشكلة عنق الزجاجة.
ومع ذلك، بما إننا نتحدث عن منصة قديمة بالفعل مثل PCIe 3.0، فللأسف، قد تأتي مشكلة عنق الزجاجة من مكان آخر: المعالج المركزي. فجميع المعالجات المركزية القديمة التي يقتصر دعمها على معيار PCIe 3.0 أصبحت غير مناسبة وتتسبب في نسبة كبيرة من عنق الزجاجة مع البطاقات الرسومية الحديثة.
يجب أيضًا أن نعلم أن عدد المسارات أهم كثيرًا من إصدار المعيار. بمعنى أنه من الضروري التحقق من عدد المسارات المتاح لمنفذ PCIe قبل تركيب المزيد من المكونات في اللوحة الأم. فإذا كنا نخشى من مواجهة عنق زجاجة على اللوحات الأم القديمة، فيجب أن نتأكد أن منفذ PCIe 3.0 الأول يعمل في وضع X16 وليس X8، خاصةً إذا كنا مُقبلين على شراء بطاقة رسومية قوية نسبيًا. نفس المشكلة تحدث أيضًا مع حلول تخزين SSD PCIe 4.0 و SSD PCIe 5.0، لكن هذا جانب آخر من الموضوع لا داعِ للخوض فيه الآن.
لذلك، باختصار شديد: لا تتسبب اللوحات الأم القديمة في عنق الزجاجة مع كروت الشاشة الحديثة إلا في حالات استثنائية فقط. لتفادي هذه الحالات، يجب أن نتأكد من تركيب كارت الشاشة في منفذ PCIe 3.0 الأول وأنه يعمل بوضع X16 من عدد المسارات. وسيتعين عليك قراءة كتيب اللوحة الأم الخاصة بك (من على الموقع الرسمي) لكي تعلم الحالات التي يتحول فيها منفذ PCIe 3.0 X16 إلى وضع PCIe 3.0 X8 لتفادي هذا السيناريو، والذي غالبًا ما يحدث نتيجة توصيل عدد أكبر من الأجهزة باللوحة الأم.
■ غياب تقنية ReBAR
![]() |
| هل اللوحات الأم القديمة في الكميوتر غير جيدة للألعاب |
تسمح تقنية ReBAR للمعالجات المركزية (على المنصات الحديثة) بالوصول إلى كامل ذاكرة الفيديو بالبطاقات الرسومية دفعة واحدة، مما يُعزز من الأداء بنسبة قد تصل إلى 15% تقريبًا في كلٍ من الألعاب وأحمال العمل الشاقة. المشكلة هنا هي أن تقنية ReBAR غير مدعومة سوى على معالجات AMD Ryzen ومعالجات Intel Core 10th Gen والأحدث منها فقط. أما بالنسبة لكروت الشاشة، فهي تبدأ من سلسلة RX 6000 و RTX 3000 والإصدارات الأحدث.
لذلك، للاستفادة من هذه التقنية، يجب امتلاك إصدارات حديثة من المكونات المذكورة بالأعلى أو الأحدث منها. فأن تمتلك بطاقة رسومات من سلسلة RTX 3000 أو RX 6000 لا يعني أنك ستستفيد من تقنية ReBAR إلا عند جمعها مع معالج مركزي من سلسلة Ryzen من شركة AMD أو معالج Intel Core من الجيل العاشر أو أحدث.
جميع اللوحات الأم التي تم إطلاقها منذ سلسلة AMD 400 Chipset و Intel 400 Chipset تدعم بالفعل تقنية ReBAR. لكن اللوحات الأم التي وصلت إلى السوق قبل ذلك، غير مدعومة من هذه التقنية. لذلك، تتسبب اللوحات الأم القديمة في عنق الزجاجة بنسبة قد تتراوح من 10% إلى 15% تقريبًا نتيجة غياب دعم خاصية ReBAR من قِبل اللوحة الأم، حتى وإن كنا نمتلك بطاقة رسومية حديثة مدعومة من هذه الميزة. فكما أشرنا منذ قليل، يتطلب تشغيل هذه التقنية الجمع بين بطاقة رسومية ومعالج مركزي يدعمان التقنية من أجل تشغيلها على اللوحة الأم، الأمر الذي لا يُمكن أن يحدث إلا مع لوحات Intel 400 و AMD 400.
■ هل أصبح من الضروري الترقية إلى DDR5؟
![]() |
| ما تفتقده اللوحات الأم القديمة في منصات الألعاب |
نصل إلى النقطة الأكثر جدلًا، وهي الذاكرة العشوائية. معظمنا لا يزال يمتلك رامات DDR4، ولكن وفقًا للمراجعات، فقد تؤدي الترقية إلى DDR5 إلى تحسين الأداء بنسبة قد تصل إلى 30% أو أكثر قليلًا في بعض الحالات، وخاصةً الألعاب التي تعتمد بشكل مُكثّف على المعالج المركزي، كمثال على الألعاب الاستراتيجية. لكن في الواقع، هناك بالفعل عدد كبير من الألعاب الأخرى التي باتت تتطلب جُهد كبير من المعالج المركزي، بصرف النظر عن نوع اللعبة.
الانتقال من رامات DDR3 إلى DDR4 يصنع فرقًا كبيرًا في الأداء، والانتقال من رامات DDR4 إلى DDR5 يصنع فرقًا أكبر في الأداء. لكن لكي تشعر بهذا الفرق، يجب أن يتم الترقية إلى أنواع جيدة بمواصفات عالية الجودة من الرامات. بمعنى أنه من غير المُرجح أن تشعر بتحسن كبير في الأداء عند الانتقال من DDR4 4000MHz إلى DDR5 5200MHz. لكن الانتقال من رامات DDR4 3200MHz إلى DDR5 6000MHz يؤدي إلى زيادة غير طبيعية في معدل الإطارات بالثانية. من الضروري أيضًا التركيز على المواصفات الأخرى للرامات، وخاصةً CAS Latency أو مُعدل التأخير، فكلما كان أقل، كانت الرامات أسرع في تلبية طلبات المعالج المركزي، وبالتالي تعزيز الأداء.
بالرغم من كل ذلك، فإن الزيادة غير الطبيعية في أسعار الرامات التي يشهدها السوق حاليًا يجعل من الصعب على معظم المستخدمين الشعور بجدوى الترقية إلى DDR5، ولكن بمجرد أن تهدأ حالة الاضطرابات التي يشهدها سوق الهاردوير في الوقت الحالي، يجب أن تُفكّر حينها في الترقية للوحة أم قادرة على دعم رامات DDR5 بسرعات عالية.
في ختام | متى تتسبب اللوحات الأم القديمة في عنق الزجاجة وتدهور الأداء، نعود إلى النقطة التي بدأنا من عندها، وهي أنه ليس من الضروري أن تكتمل جميع الجوانب المثالية للوصول إلى ذروة الأداء التي توفرها بطاقتك الرسومية الحديثة. لكن عندما تغيب جميع الجوانب المثالية، يؤدي ذلك إلى ظهور نقاط ضعف حقيقية في الأداء.
بمعنى أن امتلاك رامات DDR4 أفضل من رامات DDR3، أو امتلاك لوحة أم بمنفذ PCIe 4.0 أفضل من توصيل كارت شاشة حديث بمنفذ PCIe 3.0، وكذلك امتلاك المواصفات اللازمة لتفعيل تقنية ReBAR أفضل من غيابها. لكن ليس من الضروري أن تمتلك العناصر المثالية جميعها في نفس المنصة. ومع ذلك، غياب جميع العناصر المثالية وعدم امتلاك أيًا منها على الإطلاق حتمًا يؤدي إلى فقدان بعض مزايا الأداء.
************************



