recent
أخبار ساخنة

هل حقاً إعادة تشغيل الهاتف (ريستارت) بمثابة حل لمعظم المشاكل؟

هل حقاً إعادة تشغيل الهاتف (ريستارت) بمثابة حل لمعظم المشاكل؟

هل-حقاً-إعادة-تشغيل-الهاتف-ريستارت-بمثابة-حل-لمعظم-المشاكل
إعادة تشغيل الهاتف (ريستارت) بمثابة حل لمعظم المشاكل؟

إذا حاولت أن تخبر صديقك "الخبير" أنك تواجه مشكلة ما مع هاتفك سواء كانت هذه المشكلة عبارة عن بطء في تشغيل إحدى التطبيقات أو عدم استجابة تطبيق ما أو انهيار التطبيقات بدون مبرر، فإن أول نصيحة قد يطرحها صديقك عليك هي "هل قمت بعمل إعادة تشغيل للهاتف؟" للوهلة الأولى قد تعتقد أن صديقك يحاول تجاهلك، أو ربما غير قادر على تحديد سبب المشكلة من منظور تقني.

إعادة تشغيل الهاتف


ولكن من سخرية القدر أن هذا الحل البسيط من الممكن أن يكون بمثابة حل جذري وإيجابي لمعظم مشاكل الهاتف. فهل الأمر مُجرد صدفة باحتة أم أن عملية إعادة تشغيل الهاتف (ريستارت) قادرة فعلاً على حل أغلب المشاكل التي تواجهنا؟ ربما هذا يجعلنا نتساءل ما الذي يحدث بالضبط عند عمل إعادة تشغيل للهاتف؟ للمزيد من مقالات هامة يمكنك الاطلاع على مقال ما هو متوسط العمر الافتراضي المتوقع للهواتف الذكية ؟


بما أن ذاكرة الوصول العشوائية (الرامات) تقوم بتخزين جميع نتائج العمليات التي قد تم الانتهاء من العمل عليها بواسطة المعالج المركزي، فهي تمنح الهاتف القدرة على فتح وتشغيل التطبيقات خلال فترات زمنية أسرع. هذا هو السبب الذي يجعلك تشعر بأن محاولة فتح التطبيق أو اللعبة في المرة الثانية عادةً ما تكون أسرع مقارنة بالمرة الأولى. وهذا لأن أغلب البيانات التي يحتاج إليها المعالج محفوظة بالفعل في ذاكرة الوصول العشوائي. ولكن الذاكرة العشوائية ليست مثل حلول التخزين الأخرى، فهي تحتفظ بالنتائج قصيرة المدى أو بمعنى آخر لفترات زمنية قصيرة، ثم يتم التخلص منها بواسطة نظام التشغيل أو عند عمل إعادة تشغيل للهاتف.

هل حقاً من الضروري عمل إعادة تشغيل للهاتف من الحين للآخر؟


إعادة تشغيل الهاتف (ريستارت) بمثابة حل لمعظم المشاكل؟
هل حقاً من الضروري عمل إعادة تشغيل للهاتف من الحين للآخر؟

فعلى سبيل المثال إذا حاولت أن تفتح صفحة موقع ويب باستخدام المتصفح لأول مرة، قد تلاحظ حينها أن الفترة الزمنية التي يستغرقها الهاتف أو الكمبيوتر أو الجهاز اللوحي طويلة بعض الشيء مقارنة بمحاولة فتحك لها في المرة الثانية. هذا لأن الذاكرة العشوائية لم تكن تحتفظ ببيانات هذه الصفحة من الأساس، وأن المعالج مُضطر على معالجة بياناتها أولاً قبل تخزينها على الذاكرة العشوائية. ولكن بمجرد أن يتم تخزين هذه النتائج في الذاكرة العشوائية، سيكون من السهل على المعالج الدخول على الذاكرة العشوائية وطلب هذه النتائج لتنفيذ المهام بشكل أسرع كثيراً في المرات التالية مقارنة بالمرة الأولى.

أغلب الهواتف الذكية أصبحت تأتي بذاكرة عشوائية بسعة 6 إلى 8 جيجابايت رام. ولكن بعض هواتف الفئة الرائدة أو الهواتف الموجهة لجمهور اللاعبين أصبحت تحتوي على سعات ضخمة من ذاكرة الوصول العشوائي التي قد تصل إلى 12 وحتى 18 جيجابايت رام. في الواقع، في معظم الحالات أنت لا تحتاج أكثر من 8 جيجابايت نظراً لأنها سعة كافية لتخزين جميع عمليات موارد النظام فضلاً عن جميع تطبيقاتك التي تستخدمها بشكل دائم.

ولكن بالرغم من ذلك، هناك حالات استثنائية قد تستدعي وجود سعة أكبر من الذاكرة العشوائية. وربما هذا هو السبب الذي دفع بعض شركات الهواتف الذكية لتوفير خاصية "الذاكرة الافتراضية" التي تسمح لك بزيادة مساحة الذاكرة العشوائية عن طريق اقتران مساحة محدودة من ذاكرة الهاتف الداخلية واعتبارها كذاكرة عشوائية افتراضية. ومع ذلك فهذه الذاكرة الافتراضية لا تزال بطيئة مقارنة بسرعة ذاكرة الوصول العشوائية الأساسية. هذه التقنية شبيهة تماماً بتقنية Page File على نظام ويندوز والتي تحدثنا عنها باستفاضة في مقال سابق بعنوان حل مشكلة بطء إقلاع ويندوز.

وبما أن الذاكرة العشوائية ليست قادرة على الاحتفاظ بالمعلومات على المدى الطويل من الاستخدام، فمن الطبيعي أن يتم محو جميع المعلومات التي تحتفظ بها بمجرد عمل إعادة تشغيل الهاتف. الجدير بذكره أن هناك بعض الطرق الأخرى التي تتيح لك القدرة على محو البيانات من ذاكرة الوصول العشوائي عوضاً عن عمل إعادة تشغيل الهاتف مثل استخدام بعض تطبيقات التنظيف وتسريع الأداء.


ولكن إذا كنت لا تثق في التطبيقات الخارجية أو لا تفضل الاعتماد عليها بشكل عام، فتعتبر عملية إعادة تشغيل الهاتف هي المحاولة الأكثر نفعاً بالنسبة لك والأكثر ملائمة. لاحظ أيضاً أن عمل إعادة تشغيل الهاتف لن يساهم في تنظيف الذاكرة العشوائية فحسب، وإنما هناك فوائد أخرى عديدة من جراء هذه المحاولة وأغلبها يتمحور حول تسريع الأداء وإصلاح المشاكل.

لماذا إعادة تشغيل الهاتف بمثابة حل لأغلب المشاكل


لماذا إعادة تشغيل الهاتف بمثابة حل لأغلب المشاكل
لماذا إعادة تشغيل الهاتف بمثابة حل لأغلب المشاكل

من المعروف أن الذاكرة العشوائية تحتفظ بجميع نتائج العمليات التي انتهى منها المعالج المركزي. في معظم الأحيان، ومع كثرة استخدامك للهاتف بشكل متواصل، تبدأ الذاكرة في الاحتفاظ بمعلومات لم تعد ضرورية بالنسبة لك. حتى وإن قمت بإغلاق التطبيقات يدوياً، تظل الرامات محتفظة ببعض البيانات الخاصة بهذه التطبيقات، حتى وإن قمت بإزالة هذه التطبيقات من الهاتف. هذه البيانات تتسبب في تباطؤ الأداء العام نتيجة امتلاء الذاكرة. وبالتالي فإن أفضل وسيلة لتنظيف الرامات عن بكرة أبيها هي من خلال إعادة تشغيل الهاتف لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي تتيح لك القدرة على قطع التيار عن الرامات وتنظيفها بشكل كامل.

إذا كان هاتفك يحتوي على ذاكرة عشوائية ضخمة مثل 12 أو 16 جيجابايت كان أداء الهاتف أفضل كثيراً وبات لديه القدرة على التعامل مع تعدد المهام بشكل أفضل. ومن الممكن عمل إعادة تشغيل الهاتف يساعد بشكل فعال في تسريع أداء الهاتف وزيادة قدرته على الاستجابة بشكل أسرع. ومع ذلك، يجب أن تكون على يقين أن امتلاء الذاكرة العشوائية بالبيانات ليس السبب الوحيد في عدد كبير من المشاكل الأخرى. فمن الممكن أن تتسبب أنظمة التشغيل القديمة أو البطاريات الهالكة أو الفيروسات والبرمجيات الضارة في إحداث كم لا حصر له من المشاكل.

ولكن إذا كنت متأكد أن هاتفك نظيف تماماً وصحة بطاريتك بحالة جيدة ولديك ما يكفي من الذاكرة العشوائية للتعامل مع التطبيقات، ومع ذلك تواجه بعض المشاكل العرضية، فمن الممكن إعادة تشغيل الهاتف يساعدك على حل أغلب المشاكل المتعلقة بنظام وطريقة عمل التطبيقات أو مشاكل الاتصال بالشبكة. لنفترض أنك تحاول فتح تطبيق ما، لتكتشف أن التطبيق غير قادر على الاستجابة. حينها مجرد أن تقوم بعمل إعادة تشغيل الهاتف سيتم محو المعلومات الخاصة بهذا التطبيق من الرامات وحينها يمكنك استخدامه ببداية جديدة.

لا تقلق، لا تزال بياناتك الشخصية وتخصيصاتك وتفضيلاتك داخل التطبيق كما هي لأنها لم نحذف بيانات الهاتف نفسها وإنما حذفنا المعلومات المسؤولة عن تشغيل البرنامج فقط من الرامات. ومع ذلك، إذا لم تفلح هذه المحاولة في حل المشكلة، فقد يكون الحل الوحيد المتبقي أمامك هو حذف ذاكرة التخزين المؤقتة Cache File وبيانات التطبيق App Data من إعدادات التطبيق نفسه. أحياناً تفشل جميع الحلول في إصلاح بعض المشاكل في عدداً من التطبيقات ويكون الحل الوحيد هو إزالة التطبيق ثم معاودة تثبيته من جديد. وللأسف في هذه الحالة ستفقد جميع بياناتك وإعداداتك السابقة على هذا التطبيق وستضطر على البدء من جديد كما لو أنك لم تستخدمه من قبل قط.

في نفس الوقت، أحياناً عند محاول تصفح الإنترنت أو تشغيل التطبيقات المستندة على الويب تظهر لك رسالة مفادها "أنك غير متصل بالإنترنت" على الرغم من أن اتصال الواي فاي يعمل بشكل طبيعي. حينها يمكنك تفعيل وضع الطيران ثم تعطيله مرة ثانية. ولكن إذا لم تفلح هذه المحاولة في إصلاح المشكلة، فيمكنك بدلاً من ذلك عمل إعادة تشغيل الهاتف لأن هذه المحاولة قادرة على حل أغلب المشاكل المتعلقة بالاتصالات.

الخاتمة


إعادة تشغيل الهاتف ليست أسطورة أو حل وهمي، وإنما هي محاولة جيدة بالفعل للتعامل مع أغلب مشاكل الهاتف وإصلاحها في أقل وقت ممكن. هذه العملية تساعد في تحرير الذاكرة العشوائية ومنحها بداية جديدة. ولكن بالرغم من ذلك، هناك بعض المشاكل التي لا يمكن التعامل معها من خلال إعادة تشغيل الهاتف. فعلى سبيل المثال إذا كان هاتفك قديم جداً ولم يحصل على تحديثات نظامية منذ عدة سنوات فمن المتوقع أن تواجه مشاكل عديدة مع التطبيقات الحديثة. أما المشاكل العرضية مثل عدم القدرة على الاتصال بالشبكة أو بطء مؤقت في أداء الهاتف، فمن الممكن (ريستارت) يكون بمثابة حل سريع وإيجابي للتغلب على المشكلة.

***********************
google-playkhamsatmostaqltradent