recent
أخبار ساخنة

متى يُمكن تجاهل ذاكرة الفيديو في مواصفات كارت الشاشة؟

إبراهيم التركي
الصفحة الرئيسية

متى يُمكن تجاهل ذاكرة الفيديو في مواصفات كارت الشاشة؟

متى-يُمكن-تجاهل-ذاكرة-الفيديو-في-مواصفات-كارت-الشاشة
متى يُمكن تجاهل ذاكرة الفيديو في مواصفات كارت الشاشة؟

ذاكرة الفيديو رام من أهم المكونات الحيوية بالبطاقات الرسومية. ومع ذلك، لكل قاعدة بعض الاستثناءات. هناك حالات يُمكن فيها تجاهل ذاكرة الفيديو في مواصفات كارت الشاشة والتركيز على المواصفات الأخرى باعتبارها المقياس الحقيقي والأكثر أهمية لتحديد معايير قوة وأداء البطاقة الرسومية. وفي حوارنا اليوم، سنتناول الحديث عن تلك المواصفات.

تجاهل ذاكرة الفيديو في مواصفات كارت الشاشة


في مقال أسباب تجعل ذاكرة الفيديو الرام الأكبر VRAM دون جدوى حقيقية، شرحنا لكم الأهمية الكبرى لنواة المعالج الرسومي، والتي تعد المقياس الأبرز والأكثر أهمية للبطاقة الرسومية. كدليل بسيط على إثبات صحة هذه النظرية، انظر إلى بطاقة RTX 5060 Ti 16GB وبطاقة RTX 5070 12GB، وستجد أن تلك الأخيرة هي الأقوى والأفضل مع جميع الألعاب. السبب في ذلك هو أن بطاقة RTX 5070 12GB تحتوي على عدد أكبر من نوى CUDA Cores، وبالتالي فهي تستطيع تحقيق معدلات أكبر من الإطارات FPS في الثانية.


نحن لا نحاول أن ندافع عن شركة NVIDIA أو AMD بأي شكل من الأشكال، ولا نتربح منهم أو نتقاضى أي أموال على تقديم آراءنا الشخصية حول المنتجات، ولعل مقال كيف أصبحت كروت انفديا أسوأ في السنوات الأخيرة كانت رسالة واضحة منا على حالة عدم الرضا لدينا تجاه سياسات الشركة في السنوات الأخيرة. لكن تكمن الفكرة هنا أننا نحاول توعية فئة مُحددة من الوافدين الجُدد على عالم الهاردوير، خاصةً وأن معظم هذه مستخدمي هذه الفئة يرتكب العديد من الأخطاء أثناء تجميع كمبيوتر ألعاب لأول مرة.

أيضًا لا نحاول الدفاع عن بطاقات 8GB التي أصبحت محور نقاش ومحض جدال العديد من الأشخاص، وهذا ما ذكرناه بشكل واضح في حديث سابق لنا بعنوان ما هو مقدار VRAM المطلوبة للألعاب الحديثة، ولماذا يجب الحذر من كروت شاشة 8 جيجابايت في 2025. لكن ما يجب توضيحه هو أن ذاكرة الفيديو “VRAM” ما هي إلا جزء واحد من أجزاء متعددة بداخل البطاقات الرسومية، وعلى الرغم من كونها عاملاً حاسمًا في تحديد معايير أداء البطاقة، إلا أن هناك بعض الحالات الاستثنائية التي يُمكن فيها تجاهل ذاكرة الفيديو في مواصفات كارت الشاشة.

ذاكرة الفيديو مهمة جدًا، لكنها ليست كل شيء


ما-هي-أهم-مواصفات-كارت-الشاشة-التي-يجب-التركيز-عليها
ما هي أهم مواصفات كارت الشاشة التي يجب التركيز عليها

ما من شخص متابع أو مُلمّ بأخبار الهاردوير إلا وعلى يقين من مشكلات الأداء التي تُسببها البطاقات الرسومية الحديثة التي تحتوي على ذاكرة فيديو رام 8 جيجابايت. نحن نعلم أن هناك فئة كبيرة من اللاعبين الذين لا يزالون يستخدمون بطاقات رسومية بذاكرة أقل من ذلك، سواء لأنهم يواجهون صعوبات في توفير ميزانية كافية لشراء بطاقة جديدة أو لأنهم يعتقدون أنه لا يوجد داعِ للترقية في الوقت الحالي.

لكن في السنوات الأخيرة، ازدادت احتجاجات اللاعبين ضد شركات التصنيع (AMD و NVIDIA) بسبب إطلاق بطاقات رسومية تحتوي على معالجات قوية، إلا إنها اُبتليت بذاكرة فيديو رام صغيرة، كمثال على ذلك بطاقة RTX 4060 و RTX 5060 و RX 9060. المشكلة الأكبر هي أن جميع مواقع مراجعات الهاردوير أثبتت بالأدلة كيف تتسبب ذاكرة فيديو بسعة 8 جيجابايت في تقليل الأداء مقارنةً بنفس البطاقة الرسومية التي تحتوي على ذاكرة فيديو 16 جيجابايت. بعض الألعاب تستفيد بشكل كبير من ذاكرة الفيديو الأكبر، ولعل لعبة مثل Cyberpunk 2077 خير دليل.

لكن هناك العديد من الألعاب الأخرى التي لا تستفيد من ذاكرة الفيديو بقدر استفادتها الأكبر من قوة المعالج الرسومي نفسه. لكن في جميع الأحوال، اتفق معظمنا على أن ذاكرة فيديو 8 جيجابايت لم تعد كافية للألعاب، بما في ذلك اللعب على دقة 1080p. ومع ذلك يغفل اللاعبون عن الأمر الأكثر أهمية.

من المؤسف أن معظم اللاعبين لا يدركون أن وجود ذاكرة فيديو رام أكبر لا يحل الكثير من المشاكل. بمعنى آخر، فإذا كانت وحدة المعالجة الرسومية ضعيفة بالفعل، فلا يوجد حل سحري لتحقيق نتائج أفضل مع الألعاب. انظر بنفسك إلى بطاقة GTX 1080 Ti التي تحتوي على ذاكرة فيديو بسعة 11 جيجابايت، فهي بطاقة قوية، لكنها ليست أقوى من RTX 2060 أو RTX 3060 التي تحتوي على ذاكرة فيديو بسعة 8 جيجابايت، ناهيك عن مشكلة عدم احتواؤها على معالجات مُخصصة لتتبع الأشعة، وهو أحد أسباب عدم دعمها لبعض الألعاب الحديثة، حتى وإن كانت قادرة بالفعل على تشغيلها بشكل جيد.

أما إذا بدأنا نتحدث عن بطاقة مثل RTX 4060 أو RTX 4060 Ti والأحدث منها، فنحن متفقين فعلاً أنه لكان من الأفضل لو كانت تحتوي على ذاكرة فيديو بسعة 12 جيجابايت على الأقل. لكن للأسف، يتم اعتبار هذه البطاقة من الفئة الاقتصادية، ولهذا فهي تحتوي على معالج رسومي من الفئة الاقتصادية، فحتى وإن وضعنا عليها ذاكرة فيديو أكبر بسعة 12 جيجابايت، فلن تستطيع تحقيق معدلات أكبر من الإطارات مع جميع الألعاب. لا ينحصر السبب في ضعف المعالج الرسومي نفسه، ولكن في حجم عرض النطاق الترددي للذاكرة المدمج في المعالج الرسومي.

باختصار شديد، من غير الممكن أن تستفيد بطاقة مثل RTX 4060 من ذاكرة فيديو بسعة 12 أو 16 جيجابايت، إلا في حالات استثنائية جدًا. ربما تتمكن بعض الألعاب من الاستفادة من ذاكرة الفيديو الأكبر، لكنها حالة نادرة جدًا. فإذا قمت بمقارنة بطاقة RTX 5060 Ti 16GB مع بطاقة RTX 5070، ستجد أن الأخيرة هي الأقوى. نفس الشيء بالنسبة لبطاقة مثل RTX 4060 Ti 16GB وبطاقة RTX 4070 12GB. المختصر المفيد هو أنه من الممكن تجاهل ذاكرة الفيديو في مواصفات كارت الشاشة طالما كانت قوة البطاقة الرسومية محدودة ببعض القيود الأخرى، كقوة المعالج الرسومي أو حجم عرض النطاق الترددي للذاكرة.

يجب أن تبحث عن مراجعات بطاقات 8GB و 16GB، وستجد أن هناك حالات نادرة جدًا التي من الممكن أن تحقق فيها بطاقة 16 جيجابايت أداءً أفضل. ومع ذلك، فغالبًا ما تكون فرق نسبة الأداء ضئيلة للغاية، ولا تستدعي تحمل فرق السعر بين البطاقتين.

أهمية عرض النطاق الترددي للذاكرة


ما-أهمية-عرض-النطاق-الترددي-بمواصفات-كارت-الشاشة
ما أهمية عرض النطاق الترددي بمواصفات كارت الشاشة

يشير عرض النطاق الترددي للذاكرة إلى حجم معدل نقل البيانات التي يُمكن نقلها بين المعالج الرسومي وذاكرة الفيديو. هناك معايير مختلفة تحدد سرعة نقل البيانات، مثل سرعة تردد ذاكرة الفيديو، جيل ذاكرة الفيديو سواء كان GDDR6 أو GDDR7، وحجم معدل النطاق الترددي للذاكرة كما أشرنا للتو.

يمكنك حساب عرض النطاق الترددي لذاكرة الفيديو عن طريق ضرب سرعتها الفعلية (بوحدة الجيجابت في الثانية) في حجم عرض الناقل (Memory Bandwidth) ثم قسمة النتيجة على 8 لتحويل البت إلى بايت. على سبيل المثال، ستجد بطاقة مثل RTX 5080 لديها ذاكرة فيديو بسرعة فعلية 28 جيجابت في الثانية، فإذا قمنا بضرب هذا الرقم في عرض الناقل الذي يبلغ 128 بت، ستحصل في النهاية على 3584 بت، قم بقسمة هذا الرقم على 8، وستحصل على 448 جيجابايت في الثانية. وهذا هو حجم عرض النطاق الترددي لذاكرة الفيديو.


ما نريد قوله هنا أن حجم ذاكرة الفيديو مهمة فعلاً، لكن لا تزال هناك العديد من الجوانب والمعايير الأخرى التي تحدد قوة أداء البطاقة، كالمعالج الرسومي وحجم عرض الناقل وعرض النطاق الترددي للذاكرة. لذلك، عند الحديث عن أهمية ذاكرة الفيديو، فيجب أيضًا الاهتمام بحجم عرض الناقل والنطاق الترددي للذاكرة لأنها هي التي تحدد مقدار البيانات التي يُمكن نقلها بين المعالج الرسومي وذاكرة الفيديو في كل ثانية، وكلما كانت أكبر كلما كان ذلك أفضل.

ليست الألعاب وحدها التي تحتاج لعرض نطاق ترددي كبير


كيفية-اختيار-افضل-بطاقة-رسومات-لاحتياجاتي
كيفية اختيار افضل بطاقة رسومات لاحتياجاتي

قد لا تكون هذه النقطة ذات أهمية كبيرة لجميع المستخدمين، لكن تجدر الإشارة إلى أن البطاقات الرسومية تُستخدم في مجالات كثيرة جدًا بخلاف ألعاب الفيديو. ومن بين المجالات التي تحتاج إلى عرض النطاق الترددي الأكبر للذاكرة مهام ووظائف الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي التي تحتاج لتخزين كميات هائلة من البيانات داخل ذاكرة التخزين المؤقتة بالبطاقة الرسومية. لذلك، في الوقت الذي يُمكن فيه تجاهل ذاكرة الفيديو في مواصفات الشاشة، يصبح عرض النطاق الترددي أكثر أهمية كبير لبعض المستخدمين الآخرين.

من حسن حظ اللاعبين أنهم يحصلون على القدر الكافِ من المراجعات التقنية التي توضح لهم أهمية ذاكرة الفيديو الأكبر ومتى تصبح دون أهمية فعلية. لكن بالنسبة للعاملين في مجالات الأعمال والذكاء الاصطناعي، فمن النادر أن يحصلوا على المراجعات التي يحتاجونها، وهنا حيث تصبح بيانات عرض النطاق الترددي أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لهم.

ملحوظة مهمة كي لا تًهدر أموالك:


البطاقات-الرسومية-القديمة-إهدارًا-للمال
البطاقات الرسومية القديمة إهدارًا للمال

عند البحث عن بطاقة رسومية جديدة للأعمال أو للألعاب، لا تُهدر أموالك في البطاقات الرسومية التي عفا عليها الزمن. نحن لا نريد أن نكون سببًا في قطع أرزاق التجار الموجودين على الانترنت، لكننا في نفس الوقت لا نرغب في رؤية المستخدمين الجُدد يهدرون أموالهم على بطاقات رسومية باهظة الثمن خرجت بالفعل من الخدمة منذ سنوات. البطاقات الرسومية القديمة إهدارًا كبيرًا للمال، حتى وإن بدت قوية أو صفقاتها مغربة للغاية.

باختصار شديد، قد يكون شراء بطاقة رسومية حديثة متوسطة المدى أفضل كثيرًا من بطاقة رسومية قديمة من الفئة الرائدة. على سبيل المثال، ستجد بطاقة مثل GTX 1080 11GB موجودة في سوق المستعمل بسعر 1000 جنيهًا مصريًا تقريبًا، في حين أن هناك بطاقات رسومية حديثة أفضل مثل RTX 3050 أو RX 6600 متوفرة بنفس السعر وتقدم أداءً أفضل، ناهيك عن دعمهما للألعاب التي تحتوي على تقنيات رسومية حديثة كتتبع الأشعة.

حتى وإن كانت هذه البطاقات غير قادرة على تشغيل تتبع الأشعة، لكن ألعاب مثل Indiana Jones and The Great Circle أو DOOM: The Dark Ages تتطلب ضرورة احتواء المعالج الرسومي على نوى تتبع أشعة على مستوى الأجهزة لكي يتم تشغيلها، وهذا أمر يتعلق بمحركات تطوير الألعاب، وليست حيلة تجارية للترويج عن البطاقات الرسومية أو أي شيء من هذا النوع.

الخلاصة | ذاكرة الفيديو مهمة جدًا من أجل تحميل قوائم الألعاب على إعدادات رسومية عالية أو متوسطة. لكن هناك بعض الحالات التي يُمكن فيها تجاهل ذاكرة الفيديو في مواصفات كارت الشاشة لأن هناك بالفعل بعض الأشياء الأخرى الأكثر أهمية. فإذا كنت تخطط لاقتناء بطاقة رسومية مثل RTX 4060 أو RTX 5060 أو RX 9060، فيجب أن تبحث عن مراجعات تقنية توضح لك فرق الأداء بين طرازي 8 جيجابايت و 16 جيجابايت. فإذا وجدت أن اختلافات الأداء لا تستحق فرق السعر، فلا داعِ من إهدارك أموالك عليها.

*************************
google-playkhamsatmostaqltradent