كيفية اختيار نظام التبريد السائل المناسب للمعالج الخاص بك وأهم النصائح
 |
| كيفية اختيار نظام التبريد السائل المناسب للمعالج الخاص بك وأهم النصائح |
لم يكن الأداء الأقوى للمعالجات المركزية الحديثة بدون مقابل، فهي الآن، حتى مع الأخذ في الاعتبار التحسينات الهندسية الهائلة على مستوى المعمارية، إلا إنها باتت تستهلك مقدار أكبر من الطاقة بشكل ملحوظ، وخاصةً أثناء حالات أعباء العمل المُكثّفة. لذلك، يعد اختيار نظام التبريد السائل المناسب للمعالج الخاص بك أمرًا في غاية الأهمية، وهذا ما سيتناوله هذا الدليل بصورة مفصلة.
اختيار نظام التبريد السائل المناسب للمعالج الخاص بك
إذا لم تكن الميزانية عائقًا، يُفضل معظم المستخدمون أنظمة التبريد المائية المتكاملة لما تتمتع به من مزايا كبيرة مقارنةً بالمبردات الهوائية. أتمنى ألا تفهمني بصورة خاطئة، المبردات الهوائية رائعة، لكنَّ تصميماتها مُعقّدة ويصعُب التعامل معها بسهولة، خاصةً إذا كنا في حاجة إلى مبرد عالِ الجودة ويتمتع بقدرات ممتازة في التبريد الحراري. من أبرز عيوب المبردات الهوائية أنها غالبًا ما تفتقر للأناقة والتصميم البسيط، وتُعيق عملية تركيب وإزالة الرامات بسهولة، كما إنها تتطلب صيانة دورية أكثر من المبردات المائية.
المبردات المائية ليست خالية تمامًا من العيوب، لكن عيوبها أقل بكثير من المبردات الهوائية، وبسيطة وسلسة للغاية في التصميم، مما يجعل عملية إزالتها وتركيبها أكثر راحة وسهولة. كما إنها جاهزة للاستخدام الفوري، لكن تظل تصميماتها المبتكرة والمتطورة باستمرار أحد أهم أسباب شعبيتها الكبيرة، كما توفر الطُرز المتطورة إضاءات RGB وشاشات LED قابلة للتخصيص بطريقة مذهلة. لكن من أجل اختيار نظام التبريد السائل المناسب للمعالج الخاص بك، يجب مراعاة جميع الجوانب، وهي التي سنتطرق لها في هذا الدليل.
■ أولاً: تبخر السائل
 |
| ما يجب معرفته قبل شراء مبرد مائي للمعالج الخاص بك |
من الجوانب التي يغفل عنها أغلب المستخدمون في البداية هي أن جميع أنظمة التبريد المائية المتكاملة تعاني من مشكلة تبخر السائل عبر المسام الدقيقة للأنابيب البلاستيكية والوصلات النحيفة، بصرف النظر عن مدى دقة التصميم وإحكام إغلاق الدائرة ببراعة، لكن تظل مشكلة تبخر السائل إحدى أكبر المشاكل التي تواجه أنظمة التبريد المائية، لأنه مع مرور الوقت، ستكتشف أن المبرد المائي الخاص بك فقد فعاليته، وأصبح غير قادر على التبريد.
يتمنى المستخدمون لو كانت هناك فتحة مُخصصة لإعادة تعبئة الأنابيب والمضخة بالماء مرة أخرى، ولكن للأسف، معظم المبردات المائية، إن لم تكن جميعها، حسب خبرتي، لا تسمح لك بتغيير السائل. فإذا فقد المبرد فعاليته وكفاءته في التبريد، لا خيار أمامك بديلًا عن شراء مبرد جديد. لا داعِ للقلق، في معظم الحالات، لن يفقد المبرد فعاليته قبل 6 إلى 8 سنوات، على أقل تقدير، من الاستخدام المتواصل.
مع المبردات الهوائية، يمكنك بسهولة شديدة استبدال المروحة، بل وحتى شراء مروحة أعلى وأفضل لتحسين قدرات التبريد. ومع ذلك، تظل الميزة الأفضل في المبردات المائية كونها لا تحتاج إلى أي صيانة تُذكر، فالأمر لا يستدعي سوى تنظيف مراوح المبرد وتغيير المعجون مرة كل عام أو عامين – اعتمادًا على طبيعة الاستخدام. لذلك، باختصار شديد، إذا كنت تمتلك مبرد مائي قديم نسبيًا، أي يعمل لديك منذ أكثر من 7 سنوات، وبدأت تلاحظ تدهور أداؤه في التبريد، فقد يكون هذا نتيجة تبخر السائل من داخله، وأصبحت مُضطر إلى شراء مبرد جديد في جميع الأحوال.
■ ثانيًا: التوافق
 |
| كيف تشتري أفضل مبرد مائي للمعالج المركزي الخاص بك |
ينقسم التوافق إلى جانبين رئيسيين: الأول هو التوافق مع مقبس المعالج المركزي باللوحة الأم، والآخر هو التوافق مع هيكل وصندوق الحاسب. قبل أن تبادر بشراء أي مبرد مائي، تأكد من توافقه مع مقبس المعالج المركزي باللوحة الأم الخاصة بك. من حسن الحظ، تأتي المبردات بعدد مختلف من القواعد التي تصلح للتثبيت على مقابس مختلفة للوحات الأم. على سبيل المثال، ستجد معظم أنظمة التبريد الحالية تحتوي على قواعد مناسبة لمقبس AM4 و AM5 و LGA1200 و LG1700 وغير ذلك.
ومع ذلك، فقد لا يكون متوافق مع مقبس LGA1851 الجديد من Intel، وبالتالي في حال كنت تخطط لشراء معالج مثل Intel Core Ultra 5 245K، فلن تتمكن من تركيب هذا المبرد. كلما كان المبرد أحدث، كلما كانت فرصة دعمه لعدد أكبر من المقابس أقوى. لكن إذا لم يحتوي المبرد على القاعدة المناسبة لمقبس المعالج الخاص بك، فلن تتمكن من تركيبه. لذلك، عند اختيار نظام التبريد السائل المناسب للمعالج الخاص بك، يجب التحقق من المقابس المتوافقة مع المبرد وما إذا كان متوافق مع مقبس المعالج المركزي الخاص بك.
الجانب الآخر من التوافق هو حجم الصندوق، وهنا حيث يقع أغلب المستخدمين في الخطأ. تأتي المبردات المائية بأحجام مختلفة لهيكل الــ Radiator أو (الريداتير) والمراوح، والتي تتراوح بين 120 مم و 240 مم و 360 مم. الحجم الأول يكافئ مروحة واحدة بحجم 120 مم، والثاني يكافئ مروحتين بحجم 120 مم لكل واحدةً منهما، والثالث يكافئ ثلاث مراوح بحجم 120 مم لكل منهما.
ومع ذلك، فهناك مبردات تأتي مع مراوح بأحجام أكبر تتراوح بين 140 مم و 280 مم و 420 مم. الحجم الأول يكافئ مروحة بحجم 140 مم، والثاني مروحتان بحجم 140 مم لكل منهما، والثالث بثلاث مراوح بنفس الحجم. كلما كانت المروحة أكبر في الحجم، كلما تم إرفاقها مع مشتتات ومثبتات أكبر في الحجم أيضًا.
لكن هل هذا يعني أن أي صندوق حاسب يدعم من الأعلى ثلاث مراوح 120 مم سيكون متوافق مع أنظمة التبريد السائل بحجم 360 مم؟ للأسف لا. المشكلة هي أن المشتتات عادةً ما تكون أكبر قليلًا لاستيعاب خزان التبريد وأجهزة تثبيت صمامات الأنابيب. لذلك، دعم صندوق الحاسب لثلاث مراوح علوية / سفلية / أمامية بحجم 120 مم أو 140 مم لا يعني بالضرورة أنك ستكون قادرًا على تركيب مبرد 360 مم أو 420 مم.
لذلك، من أجل اختيار نظام التبريد السائل المناسب للمعالج الخاص بك، لابد وحتمًا أن تراجع المواصفات الفنية لصندوق الحاسب على موقع الشركة المُصنعة. فإذا أخبرتك الشركة أنك تستطيع تركيب مبرد مائي 420 مم في الأعلى فقط، فلا يجب أن تحاول تركيب هذا المبرد في الأمام أو في الأسفل، حتى وإن كانت هناك مساحة فعلية لتركيب ثلاث مراوح 140 مم متراصين بجانب بعضهما البعض. أما إذا كان الحجم الأقصى للمبرد هو 360 مم أو 280 مم، فيجب أن تُطبّق هذه القياسات على المبرد الذي تنوي شراءه.
■ ثالثًا: قوة الأداء
 |
| كيفية اختيار المبرد السائل الأفضل لاحتياجاتك |
قد تكون النقطتين السابقتين هما الأكثر أهمية، نظرًا لأنه من السهل تحديد قوة الأداء من مراجعات مواقع الهاردوير لتحديد الطراز الأمثل لاستخداماتك. ومع ذلك، يجب أيضًا أن تعرف بنفسك كيف يمكنك تحديد قوة أداء المبرد في حال لم تتوفر له أي مراجعات على الانترنت.
يتم تحديد قوة أداء المبرد بمعيار TDP، أو تصميم الطاقة الحرارية (Thermal Design Power)، وهو معيار يقيس القوة الحرارية التي يستطيع المبرد تبديدها بكفاءة من المعالج المركزي. من المهم ملاحظة أن مصطلح "الطاقة التصميمية الحرارية" لا تُمثّل معدلات استهلاك الطاقة الفعلية، لكنه يُمثّل مقدار الحرارة التي يوّلدها المعالج. ومع ذلك، فهو مقياس جيد جدًا ويتم الاعتماد عليه بشكل شائع.
بمعنى، إذا كان معدل الطاقة التصميمية الحرارية للمعالج الخاص بك هو 125W، فهذا لا يعني أن هذا هو أقصى معدل من التيار الكهربائي، وإنما يُشير إلى مقدار الحرارة التي يوّلدها المعالج. لقد شرحنا سابقًا ماذا يعني مصطلح طاقة التصميم الحرارية TDP في معالجات الكمبيوتر، ولا داعِ من تكراره. باختصار شديد، إذا كان معدل TDP المعالج الخاص بك هو 125 واط، فيجب أن تمتلك مبرد بمستوى طاقة حرارية بقوة 125 واط أيضًا، أو أعلى.
من حسن الحظ، يخبرنا صانعو الرقائق (AMD و Intel) بمعدلات الطاقة التصميمية الحرارية للمعالجات المركزية، والتي يتم إرفاقها بوضوح في الصفحات الرسمية للمعالج على المواقع الرسمية. نفس الشيء ينطبق على المبردات، تخبرنا الشركات المُصنعة معدلات الطاقة الحرارية التي يستطيع المبرد التعامل معها وتبديدها. فإذا كان معدل TDP المبرد 125 واط، فهو مثالي للمعالجات المركزية التي تستهلك 125 واط.
ومع ذلك، إذا كنت تريد اختيار نظام التبريد السائل المناسب للمعالج الخاص بك بأفضل نحو ممكن، فقد يكون من الأفضل شراء مبرد بمعدل طاقة حرارية أعلى من الطاقة الحرارية للمعالج المركزي. السبب في ذلك أنه إذا كان المبرد بطاقة حرارية أعلى، ولتكن 200 واط، فهذا يعني أنه لن يضطر إلى العمل بأقصى طاقته من أجل تبديد حرارة المعالج الخاص بك الذي يولّد حرارة تعادل استهلاك 125 واط فقط. بهذه الطريقة، سيكون المبرد هادئ طوال الوقت، حتى في حالات الاستخدامات الشديدة وأحمال العمل القاسية.
كما يلعب حجم المشتت (الريداتير) وعدد المراوح وأحجامهما وسرعاتها دورًا رئيسيًا في تحديد قوة أداء المبرد أيضًا. فكلما كان المشتت أكبر حجمًا، زاد سطح تبديد الحرارة، وكلما زاد استيعابه لعدد أكبر من المراوح الأكبر حجمًا، كلما تمكن من تبريد الحرارة بشكل أفضل. الخبر السار أن أغلب المبردات المائية المتكاملة حاليًا تأتي بمشتتات 240 مم / 280 مم أو 360 مم / 420 مم، مما يعني أنها قادرة على استيعاب مروحتين أو ثلاث مراوح. هذا يمنحها القدرة على تبديد حرارة المعالجات المركزية عالية الأداء بشكل ممتاز. لكن عندما نتحدث عن معالجات مركزية تستهلك أكثر من 200 وات، فهذا أمر مختلف تمامًا. لذلك، يجب مراجعة مواصفات المبرد بالتفصيل والاطلاع على مراجعاته وتقييماته في مواقع الهاردوير المتخصصة.
■ رابعًا: الضوضاء
 |
| أهم الجوانب التي يجب مراعاتها عند اختيار المبرد الأفضل للمعالج |
سؤال بسيط: هل وجدت أي مروحة في الدنيا بدون صوت نهائيًا؟ مستحيل، فجميع المراوح تُصدر صوتًا يشبه الأنين أو الطنين، وأحيانًا بمستويات مختلفة من الشدة. هذا الأمر ينطبق على أنظمة التبريد السائلة أيضًا، فجميع المبردات المائية تُصدر صوتًا، هذا نتيجة قيام المراوح بتحريك الهواء من خلال شفراتها، ولكن هذا لا يعني أنها ستكون مُزعجة دائمًا، ومع ذلك، فالأمر يتوقف على جودة صناعتها وسرعاتها. لذلك، قد يكون هناك مبرد أفضل في الأداء من مبرد آخر بفارق 5 إلى 7 درجات مئوية تحت الضغط، لكنه قد يكون أكثر هدوءً لاحتوائه على مراوح أعلى جودة.
تكمن المشكلة في التفاوت الكبير بين أنواع المراوح وبعضها البعض، لكن كلما كانت أكبر، كلما كانت قادرة على تبديد مقدار أعلى من الحرارة دون الحاجة للعمل بسرعاتها القصوى. هذا ما يُميز المبردات المائية الكبيرة التي تحتوي على ثلاث مراوح بحجم 140 مم، فهي قادرة على التبريد، حتى في حالات الضغط، بسرعة دوران لا تتجاوز نصف سرعتها الإجمالية، مما يجعل المبرد هادئًا للغاية.
لكن إذا كنت شخصًا يضع الهدوء على رأس الأولويات، فيجب أن تتحقق من اختبار الضوضاء بالمراجعات التقنية المتخصصة من أجل اختيار نظام التبريد السائل المناسب للمعالج الخاص بك وفقًأ لمعاييرك واحتياجاتك الخاصة. وقد تحتاج أيضًا لإعادة النظر في مقال كيفية اختيار مراوح تبريد الحاسوب الأنسب لاحتياجاتك لأنه يشرح الفرق بين أنواع المراوح وطريقة عملها وسيساعدك في تحديد المراوح الأعلى جودة عند اختيار المبرد.
■ خامسًا: التركيب
 |
| لا تقم بتركيب مبرد المعالج المائي بهذه الطريقة |
هذا هو الجانب الأكثر أهمية على الإطلاق بعد اختيار نظام التبريد السائل المناسب للمعالج الخاص بك. كثيرًا منا يقومون بتركيب المبردات المائية معكوسة، مثل الصورة السابقة، وخاصةً عند تركيبها في الجزء الأمامي أو السفلي من صندوق الحاسب. يجب أن تنتبه جيدًا لأن الانحناءات القاسية في الأنابيب تؤدي إلى عدم عمل المبرد بكفاءة ممتازة، ويُجبر مروحة المضخة على العمل بجهد أكبر من أجل دفع السائل لجميع أنحاء المبدد تصاعديًا للأعلى.
لذلك، حاول قدر المستطاع تركيب المبرد في الجزء العلوي، فهذا هو المكان الأفضل لأن الجاذبية تساعد المضخة في الدفع بالسائل لجميع أنحاء المشتت بسهولة أكبر، مما يحافظ على العمر الافتراضي للمبرد، ويضمن نتائج أفضل في التبريد. أيضًا يجب أن تشاهد شروحات على يوتيوب لمعرفة الطرق الصحيحة والخاطئة في تركيب المبردات المائية، وتحديد الاتجاهات الصحيحة والخاطئة للأنابيب.
الختام | في ختام دليلنا كيفية اختيار نظام التبريد السائل المناسب للمعالج الخاص بك، فهذه كانت جميع الجوانب التي تحتاج للمناقشة من أجل عملية اختيار ناجحة. نعتقد أنه لم يعد متبقِ سوى تحديد الميزانية. بطبيعة الحال، الأغلى أفضل، لكن ليس دائمًا، فهناك الأفضل في الأداء، الأفضل في سهولة التركيب، الأفضل في التوافق والدعم، الأفضل في الهدوء، الأفضل في الشكل والتصميم، والأفضل في استهلاك الطاقة. يعتمد السعر النهائي على عوامل عديدة تُحدد جودة المبرد، وكلما زادت الإضافات، زادت الجودة بالتأكيد.
اقرأ المزيد: عادات خاطئة تقصر من عمر الكمبيوتر الخاص بك
****************************